أكد وزير الخارجية اللبنانى رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل، أنه لم يغير موقفه ولا يزال مصرا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين (تكنوقراط) تتألف من شخصيات تتمتع بالجدارة والنزاهة وتحظى بالثقة، ونفى رئيس التيار الوطنى الحر، فى تصريح له اليوم، صحة الأنباء التى تداولتها بعض الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية، حول أنه "انقلب" على طرح تشكيل حكومة تكنوقراط، مشددا على أنه لم يغير رأيه فى شأن شكل الحكومة المقبلة لحظة واحدة وبقى مصرا على موقفه، وأن التيار ملتزم بدعم حكومة التكنوقراط.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برى، قد سبق وأعلن قبل أيام، أنه يرى وجوب تشكيل حكومة تضم تكنوقراط وسياسيين معا (تكنو-سياسية) مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون اقترح عليه عبر أحد الوسطاء تشكيل حكومة سياسية خالصة، غير أنه يرفض هذا الطرح فى ظل احتياج لبنان إلى الاستعانة بوزراء تكنوقراط فى عدد من الملفات المهمة.
وذكرت العديد من الصحف ووسائل الإعلام، أن رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل هو صاحب الطرح بتشكيل حكومة سياسية خالصة، ليسعى من خلالها إلى الاستئثار بالحصة الوزارية المسيحية، بحيث يحصل على 9 وزراء فى حكومة من 18 وزيرا، وهو ما أثار حفيظة بقية القوى السياسية التى كلفت الدكتور حسان دياب بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، لاسيما حركة أمل برئاسة رئيس المجلس النيابي، ومن ثم تسبب الأمر فى تعقيد مسار التأليف الحكومي.
ويشهد لبنان، حالة من الشغور الحكومى المستمرة منذ أكثر من شهرين، وذلك منذ أن تقدم سعد الحريرى باستقالته والحكومة بالكامل فى 29 أكتوبر الماضى تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية العارمة التى يشهدها لبنان منذ مساء 17 أكتوبر اعتراضا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعى.
وكُلف الدكتور حسان دياب، وهو أستاذ أكاديمى بكلية الهندسة فى الجامعة الأمريكية ببيروت، بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة فى 19 ديسمبر الماضي، فى ضوء حصوله على أصوات الكتل النيابية لفريق قوى الثامن من آذار السياسية والذى يتزعمه حزب الله، غير أنه لم يتمكن حتى الآن من الانتهاء من تأليف حكومته حتى الآن جراء صراع القوى السياسية على الحصص الوزارية وتمسكها بشروط ومكتسبات داخل الحكومة المنتظرة.