دافع رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان سعد الحريرى، عن حاكم البنك المركزى رياض سلامه، مشيرا إلى أن الأخير يتعرض لحملات تستهدف تحميله أسباب التدهور المالى والاقتصادى الذى تشهده البلاد حاليا، فى حين أن حل أزمة عجز الكهرباء وحدها على مدى السنوات الماضية كان يمكن أن يوفر على البلاد قرابة 50 مليار دولار.
وتساءل الحريرى فى تصريحات صحفية له مساء الأربعاء: "من استدان الأموال وصرفها؟ حاكم مصرف لبنان المركزى أو الدولة اللبنانية؟ من تقاعس عن حل مشكلة الكهرباء؟ حاكم مصرف لبنان أو الدولة اللبنانية؟".
وقال: "هناك أشخاص لا يفهمون بالاقتصاد ولا بالأرقام، ويتبرعون بمعلومات اقتصادية ليس لها أساس أو أى ركائز. الموضوع سهل للغاية، لو كان هناك اليوم فى لبنان كهرباء بشكل يومي، لكن بإمكان لبنان اليوم أن يكسب أموالا من الكهرباء".
وعقّب الحريرى على أنباء متداولة حول نية الحكومة الجديدة فور تشكيلها إقالة حاكم مصرف لبنان المركزى رياض سلامه من منصبه، قائلا: "ليشكلوا الحكومة أولا، وفى الأساس الحاكم لديه حصانة ولا أحد يستطيع أن يقيله، ولتتحمل أى حكومة مسئولياتها. أنا لن أستبق الأمور، وكأى فريق سياسي، سنعطى الحكومة الجديدة فرصة للعمل ونرى ما الذى ستنتجه، ومن ثم نقرر موقفنا منها".
وأضاف: "كل الناس يريدون أن يلوموا البنك المركزى على كل المصائب المالية فى لبنان، لكن علينا أن نعرف أمرا واحدا، أن هناك ما بين 47 إلى 50 مليار دولار استدانتها الدولة اللبنانية من أجل توفير الكهرباء".
وتابع قائلا: "لو كنا أنجزنا الإصلاحات المطلوبة فى قطاع الكهرباء منذ اليوم الأول لكان هناك اليوم 47 مليار فى جيوب اللبنانيين، ولكن بالمقابل، هذه المليارات هى اليوم فى جيوب أصحاب المولدات الكهربائية غير الشرعية، وقبل أن يتم إلقاء المسئوليات على عاتق هذا أو ذاك، علينا أن نرى أين ذهبت هذه الأموال وكيف ذهبت وما هى مسئولية الأحزاب السياسية فى ضياع هذه المبالغ".
وشن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى هجوما مضادا على التيار الوطنى الحر برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، متهما إياه بتعطيل عمل الحكومة السابقة (المستقيلة).
ورد الحريرى على اتهام جبران باسيل له بالأمس بأنه لا يباشر عمله كرئيس لحكومة تصريف الأعمال بل ويعرقل عملها، قائلا: "البعض يقول إننى رئيس حكومة ومسئول وهذا مؤكد، لكن كان هناك من كان لا شغل أو عمل له إلا أن يعطل عمل الحكومة السابقة وهو فريق التيار الوطنى الحر، والجميع يعرف ذلك جيدا".
وأكد الحريرى أن حق التظاهر فى لبنان مكفول، وأن الجميع يعرف كيف تعاملت حكومة تصريف الأعمال فى كل هذه المرحلة مع المتظاهرين، مشددا فى نفس الوقت على أن أحداث العنف والشغب والاشتباكات التى وقعت فى العاصمة بيروت مساء أمس، بدا منها "وكأن بيروت مستباحة".
وقال: "إن كانت هناك تظاهرات سلمية فأهلا وسهلا، أما غير ذلك فهو أمر مرفوض. وأهل بيروت، وأنا واحد منهم، طفح الكيل لديهم من هذا الأمر.