نفذ المركز الوطنى الإماراتى للأرصاد 95 طلعة جوية لتلقيح السحب خلال الربع الأول من العام الجارى شملت أغلب مناطق الدولة وتم خلالها استخدام 2171 شعلة من إنتاج مصنع "الإمارات لتحسين الطقس" التابع للمركز، انطلاقا من حرص المركز بضرورة ضمان موارد مائية آمنة ومستدامة، عبر تنفيذ عمليات الاستمطار المرتكزة على أسس علمية وتقنية مدروسة مسبقا.
وأكد مدير المركز الوطنى للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوى للأرصاد الجوية الدكتور عبد الله أحمد المندوس - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، اليوم الأحد - أن دولة الإمارات تولي أهمية متزايدة لتوفير الموارد المائية من خلال تشجيع البحث والابتكار في التقنيات الجديدة، وتهدف عمليات الاستمطار إلى زيادة كميات الهطول السنوية بما يدعم الوضع المائي للدولة من خلال زيادة المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.
وأوضح المندوس إلى أن دولة الإمارات كانت من أول معتمدي تقنيات وعمليات تلقيح السحب على مستوى المنطقة، من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الإستمطار، فضلا عن "مصنع الإمارات لتحسين الطقس"، الذي يزود المركز بمنتجات تلقيح السحب عالية الجودة.
ويستند المركز الوطني للأرصاد في عمليات الاستمطار التي ينفذها على مستوى الدولة، إلى شبكة رادارات جوية متطورة ترصد أجواء الدولة على مدار الساعة، يتبعها غرفة عمليات متخصصة ومرتبطة بفريق تنفيذي مكون من طيارين وفنيين قادرين على التجاوب السريع مع معطيات السحب القابلة للاستمطار وتنفيذ العمليات بدقة وكفاءة عالية.
ويضطلع المركز الوطني للأرصاد بدور أساسي في دعم المشاريع الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وذلك من خلال توفير كافة المرافق والإمكانيات المتاحة لديه من المستشارين أصحاب الخبرات المتقدمة إلى جانب التقنيات والوسائل المتطورة من شبكة رادارات ومحطات رصد جوي وطائرات وغيرها والتي أسهمت بشكل كبير في تسهيل مهام هذه المشاريع لتحقيق أهدافها المرجوة، وإتاحة المجال لاختبارها وتطبيقها بشكل عملي داخل دولة الإمارات.
يشار إلى أن تقييم نجاح استمطار السحب يحتاج إلى عمليات إجرائية وإحصائية متقدمة، حيث تقوم تجربة تقييم عمليات الاستمطار من خلال تجميع عدة حالات جوية تشمل سحب ركامية مطيعة للاستمطار لا يقل عددها عن 150 سحابة ركامية، ويتم استمطار هذه السحب بالطريقة المعروفة إحصائيا وهي ما تسمى بالطريقة الإحصائية العشوائية، ويتم الاطلاع بعد تجميع هذه الحالات على دراسة كافة التفاصيل والتغيرات الفيزيائية والديناميكية التي طرأت في السحابة قبل وبعد عملية الاستمطار من قبل خبراء مختصين، وقد تم إجراء هذه الدراسة مسبقا في الدولة عام 2004 وأشارت إلى أن عملية الاستمطار تحفز السحب لمزيد من الأمطار بنسب متفاوتة وذلك حسب الظروف الجوية المحيطة.