أعلن مجموعة من السجناء السلفيين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ، عن الرجوع عما ابتلوا به "من غلو وانحراف، ابتغاء وجه الله"، مؤكدين أن فترة سجنهم كانت "فرصة لتقييم ما اعتنقنا من أفكار ، ونهجنا من رؤى ، من خلال كثير من التأمل والقراءة والمباحثة".
وجاء في بيان وقعته المجموعة - ونشرته وكالة "الأخبار" الموريتانية ، أن المراجعات التي تم القيام بها توصلت إلى أن عدم التقيد بشروط الجهاد وضوابطه "يفضي إلى الفوضى والتدمير لا إلى النصر والتعمير".
كما أشار إلى أن السجناء خرجوا من مراجعاتهم "بيقين عميق أننا كنا على خطأ في ذلك المنهج الذي يأباه ديننا وترفضه قيمنا الحضارية، وتجرمه قوانيننا -التي هي بحمد الله مستنبطة من تشريعات هذا الدين".
وخاطب البيان الرئيس محمد ولد الغزواني: وجاء فيه "فخامة رئيس الجمهورية: لقد قدّر الله أن تأثرنا -أيام المراهقة الفكرية- بأفكار الغلو والتطرف، وساعد على ذلك جو التضييق والحصار للعمل الإسلامي الذي شهدته التسعينات وما بعدها، وهو ما أدى بنا إلى جنوح وانحراف عن الجادة السوية لهذا الدين الذي ينفي عنه عدوله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
وأضاف البيان: "ونحن إذ نعلن هذا نرجو أن نعامل بما يناسبه من عفو وصفح، فيطلَق سراحنا، لنساهم في خدمة مجتمعنا، وبناء دولتنا ووطننا العزيز، ولنلتقي بآبائنا وأبنائنا بعد طول فراق، وكثير اشتياق".
ولفت إلى أن العديد من الدول "أطلقت عددا كثيرا من سجنائها بمن فيهم من كان ذا سابقة في الغلو وأعمال العنف، دون إعلان مراجعات تُذكر كما حدث في جارتنا المملكة المغربية".