قال تحليل نشره الخبير الفرنسىجان بيير مارونجيو على موقع جلوبال جيو نيوز، إن قطرأصبحت على حافة الهاوية بسبب عدة أزمات مرت بها وعوامل تدفعها للفشل آخرها أزمة كورونا وتساءل: هل ينجح فيروس كورونا حيث فشلت منظمات حقوق الإنسان؟ إن القضاء على الدكتاتورية في قطر، التي هي أيضا ملكية بترولية إسلامية، ليس بالأمر السهل. ولا شك أنه كان من الضروري لتحقيق ذلك أن يأتي عامل مستقل عن أي استراتيجية دبلوماسية.
وتابع التقرير: تسببت الآثار المدمرة لفيروس كورونا بين العمال الأجانب في كبح بناء ملاعب كأس العالم. تم إيقاف العمل في المواقع الآن لفترة غير محددة. كما دفعت قضية جنائية في نيويورك الفيفا إلى مراجعة موقفه أخيرا من منح قطر بدلا من الولايات المتحدة حق تنظيم كأس العالم 2020. في تصريحات سيب بلاتر المفاجئة وغير المتوقعة، اعترف بأن منح قطر حق التنظيم قد حدث تحت بعض الضغوط السياسية وربما كذلك فساد.
مارنيجيو هو مهندس و خبير معترف به على المستوى الدولي في أنظمة الإدارة. السنوات التي قضاها في السفر حول العالم في قطاعات الطاقة الحساسة من الناحية الجغرافية السياسية جعلت منه شاهد ومحلل للقضايا المجتمعية الحديثة. وقد نشر العديد من الروايات والشهادات التي تحكي تفاصيل السنوات الخمس التي قضاها في السجن الظالم في قطر. وهو يعمل حاليا ككاتب ومستشار لوسائل الإعلام المختلفة، ويقدم الاستشارات للشركات في تنظيم الموارد البشرية في مشاريع الطاقة المعقدة.
في بداية المقال طرح الخبير الفرنسي سؤال: لماذا ستنهار قطر؟. "يمكن لأي متخصص في تحليل المخاطر أن يشهد على ذلك، والانهيار هو دائما نتيجة لتراكم الظروف، وليس نتيحة حقيقة واضحة واحدة".
يتناول مارنيجيو العناصر التي قادت الإمارة المتغطرسة، على حد وصفه، إلى حافة الهاوية، في مايو 2017، اختار دونالد ترامب المملكة العربية السعودية للقيام بأول زيارة رسمية له في الخارج. بعد أيام قليلة من هذا الاجتماع، وفي 6 يونيو 2017، أصدر تحالف الدول العربية الذي يضم مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، اليمن، إلى جانب جزر المالديف، قرار مقاطعة قطر. من خلال سلسلة من التغريدات، قال دونالد ترامب إن إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر الذي قررته الدول العربية، يعد بداية نهاية الإرهاب. نتيجة لذلك تتجه قطر إلى اسطنبول وطهران وموسكو لتخفيف الخناق الاقتصادي.
و في عام 2018، نشر صندوق النقد الدولي (IMF) مذكرة تشير إلى أن قرار المقاطعة كان له اثنين من التأثيرات على اقتصاد قطر. لقد اضطر البنك المركزي القطري إلى الاعتماد بشدة على احتياطياته لدعم القطاع المصرفي. من ناحية أخرى، وبسبب نقص السيولة، كان على قطر زيادة إنتاجها من الغاز.
و في عام 2019، مع استمرار قرار المقاطعة، تلعب الأزمة السورية والعلاقات المضطربة التي يحافظ عليها تميم آل ثاني مع داعش دور كبير في التوازن الإقليمي. ألقى التقارب بين قطر وتركيا بظلاله على روسيا بقيادة الرئيس بوتين، الذي يميل أكثر فأكثر إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. خاصة وأن المجهود الحربي يضعف ماليا مواقف الهيمنة لأردوغان، الذي كان يأمل في الاستفادة من موارد الغاز القطري.
و أدى انهيار أسعار النفط في مارس 2020 إلى هبوط أسواق الأسهم في الشرق الأوسط، بالتزامن مع التباطؤ الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا. كما إن قرار المملكة العربية السعودية بالإفراط في الإنتاج زاد من هبوط الأسعار.
إن الأزمة الصحية تعزل قطر عن حلفائها. وضعت تركيا وإيران، اللتان يتعين عليهما مواجهة الوباء من جهة والركود الاقتصادي غير المسبوق المرتبط بإغلاق المجال الجوي والحدود الدولية، مصالحهم قبل مصالح قطر.