أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة فى لبنان يان كوبيش، أن أحداث العنف التى تشهدها مدينة طرابلس (شمالى لبنان) والتى تنطوى على مواجهات بين المتظاهرين غير السلميين مع الجيش، تمثل إشارة تحذير للقادة السياسيين فى لبنان، بضرورة التوقف عن تصفية الحسابات فى ما بينهم والعمل على دعم الفقراء والمحتاجين.
وقال المنسق الأممي – في تصريح له اليوم – إن ما شهدته طرابلس من مقتل أحد المتظاهرين ووقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين والجيش اللبناني واستمرار المواجهات، تشكل أحداثا مأساوية.
وأضاف: "ليس هذا هو الوقت المناسب لتبادل تصفية الحسابات بين السياسيين اللبنانيين أو الاعتداء على البنوك. إنها اللحظة التي يتعين فيها توفير الدعم الملموس للأغلبية المتزايدة من اليائسين والفقراء والجوعى من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد".
على الصعيد الميداني، تمكنت وحدات الجيش اللبناني من فرض سيطرتها على مدينة طرابلس وإيقاف مسلسل الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الجيش، بعد نحو 5 ساعات من المواجهات المستمرة وقطع الطرق في المدينة.
وتقدمت قوات الجيش تحت غطاء من الإطلاق المكثف من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وذلك بعدما حاول المحتجون ومثيرو الشغب محاصرة القوات وتطويقها في بعض الأحياء الصغيرة ورشقها من نقاط مختلفة بالحجارة والمفرقعات والألعاب النارية التي تستخدم في الاحتفالات.
ودفع الجيش بتعزيزات كبيرة من القوات المسلحة مدعومة بآليات عسكرية وعربات مدرعة، والتي انتشرت في كافة أرجاء طرابلس على نحو أدى إلى انحسار الهجمات والمواجهات وعمليات الكر والفر التي كان ينظمها المتظاهرون والمحتجون.
واقتصرت الاشتباكات على مواجهات محدودة في (ساحة الكورة) بطرابلس، حيث واصلت مجموعات من عناصر الشغب والمحتجين رشق ضباط وأفراد القوات المسلحة بالحجارة والمفرقعات والألعاب النارية، على نحو اضطرت معه قوة من الجيش إلى إطلاق الرصاص في الهواء بكثافة لحمل تلك المجموعات على التفرق والتشتت في الشوارع الفرعية والتوقف عن الرشق بالحجارة والمفرقعات.
وامتلأت شوارع مدينة طرابلس بالأحجار وأثار التكسير والتحطيم، كما طالت الأضرار المادية فروع العديد من البنوك التي احترق بعضها في حين تهشمت واجهات البعض الآخر منها، وكذلك تحطم العديد من واجهات الأنشطة التجارية والسيارات المملوكة للمواطنين.
وكانت التحركات الاحتجاجية في عموم لبنان، والتي اندلعت في 17 أكتوبر الماضي وخفتت مع أزمة وباء كورونا، قد استعادت قدرا كبيرا من الزخم خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث عاد المحتجون إلى الشوارع تحت شعار "مظاهرات الجوع" على وقع التدهور الاقتصادي المتسارع والارتفاع الكبير في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لرواتبهم والارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة والذي أدى إلى موجة غلاء واسعة وضغوط معيشية هائلة.
وأخذت المظاهرات والمسيرات في مدينة طرابلس منذ ليل أمس طابع العنف الشديد، على نحو غير مسبوق منذ اندلاع الانتفاضة، حيث جرى حرق وتحطيم عدد من البنوك والمؤسسات والأنشطة التجارية، ووقعت مواجهات حادة بين المتظاهرين ومجموعات من مثيري الشغب وبين قوات الجيش اللبناني التي كانت تعمل على حماية الممتلكات العامة والخاصة ومنع تلك المجموعات من مواصلة الشغب