رصدت صحيفة واشنطن بوست أزمة نقص الغذاء الشديد فى لبنان، وقالت إن الجميع يتحدث عن الجوع، بدءا من الجزارين حتى سائقى التاكسى فى بيروت إلى عشاق الحلويات الشهيرة فى طرابلس وحتى المتظاهرين المناهضين للحكومة فى الشوارع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة فى لبنان وانهيار العملة يجعل العديد من المواد الغذائية بعيدة عن متناول يد اللبنانيين، فقد تضاعفت أسعار اللحوم على سبيل المثال منذ شهر مارس، وبلغ سعر اللحم المفروم الآن نحو 9 دولارات للرطل.
وفى دلالة على مدى معاناة اللبنانيين، نقلت الصحيفة عن جزار فى بيروت يدعى مصطفى قوله إن أحد زبائنه ظل يهاتفه يوميا لأسابيع يسأله عما إذا كانت الأسعار قد انخفضت، وفى كل مرة يقول إن هذه الأسعار مرتفعة بالنسبة له، وفى كل مرة تزداد ارتفاعا.
ونادرا ما تغيب الطماطم عن الوجبات اللبنانية، لكن حتى هذا المنتج الغذائى المهم المستخدم فى أطباق لا تحصى، تضاعفت أسعاره أيضا. ونقلت الصحيفة عن أحد البقالين الذى يهز رأسه فى حالة من عدم التصديق أن المتسوقين الذين اعتادوا على نقل كيلوجرام بعد كيلوجرام من الطماطم دون تفكير، أصبحوا الآن يشترون نصف كيلو فقط أو عدد قليل من حبات الطماطم فى كل مرة.
وفى مدينة طرابلس الشمالية، التى تشتهر بالحلويات، وبالرغم من حلول شهر رمضان، فإن الحلوانى الأشهر بالمدينة كان فارغا بشكل غير معهود، ولم يكن هناك زحاما. وقالت أم أحمد من سكان طرابلس إنهم لا يستطيعون شراء الحلوى، فمحلات الحلوات مفتوحة لكن لا يوجد مال. ورد زوجها ساخرا أن هناك من يملك المال مثل الوزراء وأعضاء البرلمان، حفظهم الله.
وتقول واشنطن بوست إن لبنان مثل باقى العالم تحارب كورونا، وبدأت الحالات الجديدة فى التراجع بعد الإغلاق المبكر، إلا أن العدوى زادت مرة أخرى بعد تخفيف القيود، ما أدى إلى مد القيود، وهو ما يمثل ضربة أخرى للاقتصاد.