أكد ديفيد ريبوي، الخبير الأمريكي في الأمن القومي والحرب السياسية، أن بالنسبة لمعظم المحللين الأكثر موضوعية، كانت الروابط المالية والأيديولوجية القطرية بالجماعات الإرهابية واضحة دائما، لكن الملايين العديدة التي أنفقتها الإمارة على العلاقات العامة وممارسة الضغط وأنواع أخرى من الحروب السياسية في الولايات المتحدة، قد لعبت دورا كبير في إخفاء هذه الحقيقة، وفق موقع عرب نيوز.
وكتب ريبوي على موقع جريدة آراب نيوز أن دعوى قضائية جديدة في محكمة في نيويورك، قد تغير هذه التصورات، وتسفر في النهاية على محاسبة قطر - ليس فقط من الناحية القانونية والمالية، ولكن في الرأي العام الأمريكي أيضا.
وتتهم الدعوى قطر بتوجيه أموال لجماعات إرهابية معينة مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من خلال كيانات تسيطر عليها، بما في ذلك قطر الخيرية، ومصرف الريان، وبنك قطر الوطني.
وبحسب ريبوي تركز هذه الدعوى الجديدة على معاقبة كيانات الدولة القطرية التي تجعل هذه الأعمال الإرهابية ممكنة من خلال التمويل المباشر.
وتشير الدعوى إلى أن كيانا تسيطر عليه العائلة المالكة القطرية، وهو بنك قطر الوطني، يمول الإرهاب، ويحتفظ بحسابات للعديد من الإرهابيين المشهورين بشكل مباشر - هذا إلى جانب حسابات متعددة لاتحاد الخير وقطر الخيرية، الآليات المتهمة بنقل الملايين إلى حماس في من أجل القيام بعملياتها الإرهابية.
وتشير الدعوى إلى كيان قطري آخر هو مؤسسة قطر الخيرية، وهي جزء من اتحاد الخير الذي أسسه القيادي بالإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، وهو في حد ذاته منظمة إرهابية محددة، تأسس في عام 2001 لدعم جهود الإخوان المسلمين في الانتفاضة الثانية، حيث وجه الملايين إلى حماس خلال العقدين الماضيين، يضم مجلس إدارة اتحاد الخير زعيم الإخوان المسلمين اليمني عبد المجيد الزنداني، وهو من أنصار تنظيم القاعدة منذ فترة طويلة وكان مولاي لأسامة بن لادن. تم تصنيفه إرهابي من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2004.
وأضاف ريبوي أنه على نحو مثير للاهتمام يفتخر حزب الإصلاح الذي أسسه الزنداني بعضو آخر سيئ السمعة في اليمن - الحائزة على جائزة نوبل والناشطة الإسلامية توكل كرمان، الذي تم اختيارها في مجلس حكماء فيسبوك، أكبر شبكة اجتماعية في العالم. على الرغم من أن روابط كرمان بالتطرف واضحة، وكان هناك رفض كبير في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لاختيارها إلا أن فيسبوك تمسك بها.
ويستكمل قائلا: كرمان، التي تعمل شقيقتها كمنتجة للجزيرة في الدوحة، اعتادت تجنب قطر في انتقاداتها القاسية للدول المعادية للجماعات الإرهابية في المنطقة. وهددت كرمان في مقطع فيديو نشرته آراب نيوز مؤخرا: "يجب أن تشعر جميع دول الخليج بالقلق (بشأن الانتفاضات الإسلامية)، جميعها باستثناء قطر"، في هذا الإطار، ليس من المستغرب أنه، وفقا لمحللة الإرهاب إيرينا زوكرمان، يشاع أن قطر "خصصت لكرمان بمبلغ 30 مليون دولار للتأثير على الرأي العام في بلدها اليمن.
ويؤكد خبير الأمن الأمريكي ريبوي إن إنفاق هذا النوع من الأموال على النفوذ لن يكون خارج نطاق شخصية قطر التي تدعم الإرهاب والمتطرفين ولكنها تنفق ملايين الدولارات على أدوات الدعاية لتقديم نفسها باعتبارها دولة ديمقراطية ليبرالية.