أكد السودان حرص الحكومة الانتقالية على التنسيق الكامل بين مكوناتها الثلاثة (مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير)، لتنفيذ مضامين الوثيقة الدستورية الحاكمة لفترة الانتقال (التي وقعت في أغسطس الماضي)، والمتمثلة في تحقيق السلام الشامل والمستدام في أنحاء البلاد عبر المفاوضات مع الحركات المسلحة، وتشجيعها للمضي قدما نحو السلام، بحسبانها شريكة في الثورة والتغيير الذي جرى في السودان.
وعقد مجلس السلم والأمن الافريقي اليوم /الأربعاء/، جلسة عن بُعد، خُصصت للوقوف على تطورات الأوضاع في السودان، وترأس السفير الدكتور الصديق عبدالعزيز عبدالله، وكيل وزارة الخارجية السودانية، وفد بلاده في هذا الاجتماع.
وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية، إن السودان ظل في ارتباط وثيق بالاتحاد الأفريقي، وكان شاهداً على الدور التاريخي والمحوري الذي لعبه الاتحاد في جمع أطراف قوى الثورة السودانية، ونجاحه في جعلها تتوافق على الوثيقة الدستورية التي أصبحت مرشدة وهادية لانتقال سلس بوصول السودان لحكم ديمقراطي.
وأعرب عن، ترحيب الحكومة السودانية بقرارات مجلس الأمن الصادرة في ٤ يونيو الجاري، والتي قضت بإنشاء بعثة سياسية في السودان للمساعدة في المرحلة الانتقالية، وكذلك بالتمديد لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشتركة في دارفور (يوناميد)، حتى نهاية العام الجاري.
وأضاف أن، حكومة السودان شرعت في إعداد المشروعات والبرامج التي تغطي كافة المجالات الضرورية، ليتم تقديمها لاحقا للبعثة السياسية لتسهيل مهمتها، وتم تشكيل لجنة وطنية عليا كُلفت بمهام التنسيق التام مع هذه البعثة.
وأوضح أنه، على الصعيد الاقتصادي والتنموي، فإن السودان يشكر ويُقدر جهود الاتحاد الأفريقي وكل الجهات الدولية الصديقة من أجل رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات المفروضة عليه، لما تمثله هذه الخطوة من مدخل حقيقي لتمكين كافة الأطراف الدولية والشركاء والأصدقاء من تقديم الدعم للسودان في تجاوز آثار العقوبات الاقتصادية والخروج من الأزمة الاقتصادية ومعالجة الديون الخارجية وفتح آفاق الاستثمار.
وأعرب عن، تطلع السودان لمشاركة الاتحاد الأفريقي بفاعلية في موتمر الشراكة الذي سيعقد في برلين في 25 يونيو الجاري، وأمله في أن يواصل الاتحاد الأفريقي دوره البارز والنشط في إنجاح فعاليات المؤتمر، من خلال حشد الدعم والمساندة وحث المشاركين للتعجيل بالوفاء بتعهداتهم.
من جانبهم، أكد أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي تقديرهم للجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية، فيما يخص تحقيق السلام الشامل والمستدام، إضافة إلى السعي الحثيث مع أصدقاء السودان والشركاء الدوليين لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وكل أشكال العقوبات، التي تمثل المدخل الحقيقي لتجاوز السودان للتحديات الاقتصادية، بما فيها معالجة مشكلات الديون الخارجية.