قطع متظاهرون لبنانيون، الشوارع والطرق الرئيسية في مناطق متفرقة من أنحاء لبنان، كما تجمعوا في عدد من الساحات والميادين، احتجاجًا على تفاقم التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية؛ لاسيما انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي بصورة يومية، وزيادة ساعات انقطاع الكهرباء، والنقص الحاد في المحروقات في عدد من المناطق، وموجة الغلاء الكبيرة التي تضرب البلاد.
وشملت التظاهرات والمسيرات وقطع الطرق، العاصمة بيروت والمناطق الشمالية ومحافظة البقاع وعدد من المناطق الجنوبية، حيث استخدم المحتجون الإطارات المشتعلة والأحجار والعوائق المختلفة وصناديق النفايات في عمليات إغلاق الشوارع وقطع الطرق والأوتوسترادات الدولية.
وقامت تجمعات من المتظاهرين في عدد من المناطق بترديد شعارات غاضبة تندد بالغلاء المتصاعد الذي يجتاح البلاد ويطال أسعار كافة السلع والمنتجات والمستلزمات الضرورية والأساسية، مشيرين إلى أن الأسعار أصبحت في زيادة شبه يومية، في مقابل ارتفاع معدلات البطالة وتسريح الموظفين والعمال، وتخفيض الرواتب والأجور.
وأشار المتظاهرون إلى أن الدولار الأمريكي يرتفع مقابل الليرة اللبنانية بصورة يومية، وأنه اقترب من سقف الـ7 آلاف ليرة، الأمر الذي ينعكس سلبا على أسعار السلع الغذائية والمنتجات، ويخفض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني.
وقال عدد كبير من المشاركين في الاحتجاجات إنهم يتقاضون رواتبهم من المؤسسات التي يعملون بها وفق سعر الصرف الرسمي للدولار من قبل مصرف لبنان المركزي والمحدد بـ1500 ليرة، فضلا عن تعرض آخرين لتخفيضات واقتطاع من الرواتب، الأمر الذي لم تعد معه المرتبات تفي بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة في ظل الغلاء المتفاقم.
كما ركّز محتجون؛ لاسيما في مدن محافظة الجنوب وكذلك المناطق الشمالية، على تعرض المدن والقرى بالمناطق التي يقطنون بها، لانقطاع شبه كامل في التغذية الكهربائية على مدار اليوم، مشيرين إلى أن انقطاع كهرباء الدولة أصبح يتجاوز الـ20 ساعة يوميًا في عدد من المناطق، وأن عدم توافر مادة المازوت يحول دون عمل المولدات الكهربائية التي تعوض عجز كهرباء الدولة.
وأشاروا إلى أن المازوت غير متوفر في الأسواق منذ فترة، وأن النقص بدأ يطال الأنواع الأخرى من المحروقات الأمر الذي دفع العديد من محطات البنزين إلى إغلاق أبوابها في ظل نفاد مخزونها، أو تقنين كميات البيع لكل سيارة في ظل حالة الشُح في المحروقات.