أكدت مصادر يمنية، أن تحالف "الدوحة ـ الإخوان " فى اليمن صعد هجومه الإعلامي والسياسي على التحالف العربى، بالتزامن مع تحركات مشبوهة تقوم بها مليشيات في محافظتي تعز وشبوة بهدف فرض سيطرتها على المحافظتين وتعزيز نفوذ المشروع القطري التركي في المشهد اليمني.
ومن جهة أخرى ، قالت مصادر مطلعة وفق صحيفة "العرب"، إن «تيار الدوحة» يخشى، وفقا لمصادر اليمنية، نجاح المشاورات التي ترعاها الرياض بين الحكومة والانتقالي في فرض معادلة جديدة تنهي نفوذ التيار المعادي للتحالف وتوجه طاقات «الحكومة الجديدة» نحو مواجهة المليشيات الحوثية.
ووفق المصادر اليمنية ، فإن الحكومة السعودية ترعى منذ أيام حوارا واسعا في الرياض بمشاركة جميع القوى والمكونات في المعسكر المناوئ للانقلاب، بحضور هيئة رئاسة مجلس النواب والهيئة الاستشارية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ومشاركة ممثلين عن التحالف، بهدف التوصل إلى خارطة طريق لتنفيذ اتفاق الرياض والشروع في تنفيذ الشق السياسي منه، وفي مقدمة ذلك التوافق على تسمية محافظين ومديري أمن للمحافظات الجنوبية، ورئيس وأعضاء الحكومة القادمة.
وفي محاولة وصفت بأنها تهدف إلى إفشال جهود التحالف في هذا السياق، استبق سياسيون يمنيون محسوبون على جماعة الإخوان وتيار قطر الأنباء المتداولة عن قرب توافق الأطراف على تسمية الحكومة القادمة باتهام التحالف العربي بفرض وصايته على القرار اليمني والتبشير بفشل الحكومة القادمة.
وفي هذا السياق، هاجم النائب عن حزب الإصلاح علي عشال الحكومة القادمة واصفا إياها بأنها «كذبة كبرى»، وكتب عشال على تويتر أن «اليمنيين لن يجنوا سوى الخيبات من حكومة (الشركاء المُتشاكسين)، ما لم تكن واحدية التوجه والمسار حاضرة»، وأضاف أن نمتطي قاربا واحدا وكل منا يجدف في اتجاه، فلا أظنُه قارباً للنجاة، بل للهلَكة وإفساد الحياة.
ويترافق التصعيد السياسي والإعلامي مع آخر عسكري مدعوم من قطر، في محافظتي شبوة وتعز اللتين تشهدان بحسب مصادر متعددة حراكا مشبوها لعناصر مسلحة تتلقى تمويلها من النظام القطري بهدف إرباك المشهد اليمني وإفشال مساعي التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض.
وفي شبوة يواصل صالح الجبواني، وزير النقل المستقيل، فتح المعسكرات واستقبال المجندين وتسليحهم بعد تلقينهم عقيدة قتالية معادية للتحالف العربي وموالية لقطر وتركيا، وفقا لمصادر محلية في مدينة «عتق»، حيث تم افتتاح أولى معسكرات الجبواني، بالتوازي مع نشاط مماثل لمليشيات إخوانية يقودها حمود سعيد المخلافي في محافظة تعز.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة في تعز اتخاذ جماعة الإخوان قرارا باكتمال السيطرة على المحافظة والانتشار في منطقة «الحجرية» جنوب تعز التي شهدت اشتباكات مسلحة في أعقاب سعي مليشيات تابعة لحمود المخلافي إلى مهاجمة مواقع عسكرية في «التربة» تابعة للواء 35 مدرع الذي تم اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي بعد اتهامه بالعمل لصالح التحالف العربي ورفض تمدد المشروع القطري التركي في المحافظة.
وتشير المصادر إلى أن هذا الانتشار العسكري في جنوب تعز يهدف إلى الاقتراب من محافظتي لحج وعدن والساحل الغربي وفتح جبهات لاستهداف المقاومة الجنوبية والمقاومة اليمنية المشتركة في الوقت الذي مازال فيه الحوثيون يسيطرون على أجزاء واسعة من مدينة تعز مركز المحافظة، في ظل حالة هدنة غير معلنة بين الإخوان والحوثيين.