شنت السلطات الدينية المسيحية في لبنان هجوما لاذعا على السياسيين، اليوم الأحد، لفشلهم في علاج الانهيار الاقتصادي الذى دفع العديد من الناس إلى الفقر وذلك في ضغط آخر على زعماء البلد الذي تتفاقم أزمته.
واتهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أكبر رجل دين مسيحي في البلاد السياسيين بالتفكير فقط في مصالحهم الخاصة وحث الرئيس على التحرك.
وقال "يبدو أن هؤلاء السياسيين يريدون بذلك إخفاء مسؤوليتهم عن إفراغ خزينة الدولة، وعدم إجراء أي إصلاح في الهيكليات والقطاعات".
وانحسرت آمال الخلاص عن طريق إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في ظل عجز الحكومة، أو عدم رغبتها، في تنفيذ إصلاحات بسبب الاجندات المتعارضة لزعماء من طوائف مختلفة لا يرغبون في التنازل عن سلطات أو امتيازات.
وتُعتبر الأزمة، التي دمرت العملة المحلية وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة، أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وأضاف الراعي "أن المسؤولين السياسيين، من مختلف مواقعهم، لا يمتلكون الجرأة والحرية الداخلية للالتقاء وايجاد السبل للخروج من أسباب معاناتنا السياسية" كما حذر من أن ذلك يحرم البلاد من المساعدة التي يحتاجها من المانحين الأجانب.
وظهرت المصاعب الاقتصادية، الناجمة عن الهدر والفساد الحكومي، العام الماضي بعد تباطؤ تدفقات رؤوس الأموال وتفجر احتجاجات ضد زعماء لا يزالون في السلطة منذ الحرب.
ويتولى الرئاسة في لبنان مسيحي ماروني وفقا للنظام السياسي الذي يوزع المناصب القيادية على أسس طائفية.
ويرتبط أكبر تجمع مسيحي في البلاد وهو التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون بجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران ويؤيد الطرفان الحكومة الحالية التي تولت السلطة في يناير.
وفي خطبة أخرى في وسط بيروت اليوم الأحد، انتقد المطران إلياس عودة رئيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية النخبة السياسية أيضا.
وقال عودة "يا قادة بلادنا المحترمين، أخاطب ما تبقى فيكم من ضمير. هل تنامون مرتاحين ومن أستلمتم مسؤولية رعايتهم يتضورون جوعا، ويموتون عطشا وانتحارا؟".
وشيع عشرات الناس رجلا في وقت سابق بعدما انتحر في ضاحية مزدحمة ببيروت وألقوا باللوم على زعماء البلاد في الصعاب التي قالوا إنها دفعته للانتحار.