أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، حرص الجامعة على التوصل لحلول سياسية شاملة لتسوية مختلف الأزمات العربية سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، خاصة في ظل تزايد التدخلات الخارجية والإقليمية في كافة هذه الأزمات بصورة فاقمت من حدتها وأطالت أمدها وعقدت التوصل إلى تسويات لها.
وقال أبوالغيط - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني "عن بعد" - إن المجتمع الدولي يشهد في الوقت الراهن منعطفات خطيرة جراء الظروف والأحداث الدولية المتسارعة، كما تشهد المنطقة العربية أحداثًا عنيفة.
وأضاف أن انعقاد الاجتماع مع تزايد التحديات والضغوط على العالم العربي، وفي مقدمتها ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تهديد جسيم في ظل نوايا دولة الاحتلال إعلان ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة إليها.
وشدد على أن إقدام إسرائيل على تنفيذ مخططاتها يمثل انتهاكًا للقانون الدولي ويقوض فرص إقامة السلام العادل القائم على تنفيذ حل الدولتين على النحو الذي نادت به مبادرة السلام العربية منذ 2002.
وثمن أبوالغيط، دور جمهورية الصين الشعبية ومواقفها الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فإننا نتطلع إلى استمرار الدعم الصيني للقضية الفلسطينية العادلة، وأن تستمر في دفاعها عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وبالأخص كون الصين عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وأكد ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف للتصدي للتحديات العالمية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ونزع السلاح ومنع الانتشار النووي والتغيير المناخي، فضلاً عن التحديات الخاصة بانتشار الأوبئة.
وأعاد التأكيد على دعم سيادة الصين ووحدة أراضيها ومبدأ الصين الواحدة.
وأشار إلى أن انعقاد الاجتماع، والذي كان مقررًا له في المملكة الأردنية الهاشمية، إلا أن الظرف العالمي الراهن حال دون تحقيق ذلك، جاء في ظل ظروف استثنائية عبر منصات الإتصال المرئي، التزامًا منا جميعًا بتدابير الوقاية والسلامة في ظل أزمة عالمية صعبة وخطر إنساني مشترك لم يفرق بين عالم متقدم وعالم نامٍ، لم يفرق بين دين أو عرق أو لون أو جنس، وهو الوباء العالمي الناجم عن فيروس "كوفيد-19".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: "نحن جميعًا شركاء أمام هذا الخطر الذي يهدد البشرية جمعاء، والذي نتجت عنه تداعيات إنسانية واقتصادية واجتماعية قاسية"، معربًا عن تعازيه في وفاة ضحايا هذا الوباء حول العالم.
وشدد على أن البشرية لن تستطيع مواجهة هذا التحدي الهائل سوى بالتعاون والتساند، قائلاً "أما الاستغراق في تبادل الاتهامات فلن يُوصِلنا إلى شيء."
وأشاد أبوالغيط، في هذا الصدد، بالتضامن والتنسيق بين الصين والدول العربية في مواجهة وباء "كوفيد - 19"، حيث تبادل الجانبان الدعم والمساندة وتقاسما المعلومات وسارعا إلى تقديم المساعدات ، واستفادت الدول العربية من تجربة الصين الناجحة في التصدي لهذا الوباء باعتبارها أول من تعرض له.
وأشار إلى أنه منذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004، حرص الجانبان العربي والصيني على تطوير وتعميق التعاون في مختلف المجالات، وذلك تأكيدًا للتاريخ الطويل من العلاقات الودية والمواقف الداعمة بين الطرفين في القضايا التي تهم الجانبين.
وقال إنه انطلاقاً من الثقة المتبادلة وتوافر الإرادة السياسية والشعبية لدى الصين والدول العربية لدفع التعاون المشترك، شهدت مجالات التعاون قفزةً استراتيجية خلال العقدين الماضيين، وتحديدًا منذ 16 عامًا، حيث تشعبت تلك المجالات ووصلت إلى ما يزيد عن 15 آلية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية ، وصارت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية نحو 266.4 مليار دولار عام 2019.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن استمرار ودورية انعقاد هذه الفعاليات يعد دليلاً على جدية هذا التعاون، وتتويجًا للعمل الدؤوب بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، حتى أصبح منتدى التعاون العربي الصيني بحق نموذجاً يحتذى به في إقامة منتديات التعاون بين جامعة الدول العربية والأطراف الدولية الأخرى، معربًا عن التطلع إلى الموافقة على الارتقاء بالتعاون العربي الصيني لمستوى القمة من خلال عقد قمة عربية صينية، بما يحقق نقلة نوعية في العلاقات بين الجانبين، وفي أن يشكل خطوة جديدة في مسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين، بما يعزز الأمن والسلام والاستقرار وبما يحقق التنمية المستدامة لدى الجانبين.
كما عبر عن الأمل في عقد الدورة العاشرة للمنتدى على المستوى الوزاري في جمهورية الصين الشعبية عام 2022.