اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن الأزمات المالية والاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان، وحالة التفكك وفقدان الثقة الشعبية في الدولة اللبنانية ومسئوليها السياسيين، سببها الولاءات للخارج والخلافات على الحصص والخروج عن الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني التي أُقرت في مؤتمر الطائف.
وأكد بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - أن الوضع الراهن في لبنان لا يمكن له الاستمرار، بعدما تعرض عمل المؤسسات للشلل، وفي ظل الإمعان بالانقسام السياسي وضرب الحياة الاقتصادية وإفراغ خزينة الدولة ودخول الشعب في حالة الفقر والبطالة والحرمان.
وشدد على أن خروج لبنان من الأزمات المتعددة الراهنة، يتطلب العودة إلى نظام الحياد الذي تأسست عليه سياسة لبنان الخارجية منذ عام 1943، بعدم الدخول في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية، وتعاطف الدولة مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب، لاسيما القضايا العربية التي تجمع عليها دولها والأمم المتحدة، وتعزيز الدولة اللبنانية لتكون قوية عسكريا بجيشها وتدافع عن نفسها بوجه أي اعتداء، سواء من إسرائيل أو أي دولة أخرى.
ودعا البطريرك الماروني جموع الشعب اللبناني إلى الالتفاف حول القوات المسلحة بوصفها مؤسسة وطنية، وأن ينخرط الشباب اللبناني في صفوفها، معربا عن تقديره لكفاءة الجيش وقوته على نحو يؤهله ليكون الحامي للبنان إلى جانب المؤسسات الأمنية الأخرى، ومطالبا من الدولة أن تؤمن كافة احتياجاته.