قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن كتاب استقالة ناصيف حتى من منصبه كوزير للخارجية، يتضح منه أن القوى السياسية الممسكة بالسلطة الفعلية ستحول لبنان إلى دولة فاشلة، معتبرا أن الوضع لن يستقيم طالما أن حزب الله والتيار الوطنى الحر وحلفاءهما يمسكون برقاب السلطة في لبنان.
وأعرب جعجع – في تصريح له اليوم – عن تقديره لناصيف حتي على شفافيته. مضيفا: "نادرا ما رأينا في لبنان وزيرا يستقيل انطلاقا من قناعاته، بل رأينا عكس ذلك تماما باتجاه السعي المستميت من أجل التوزر ولو خلافا لكل قناعاتهم، ولكل ما صرحوا ونادوا به سابقا".
وتابع: "إن شهادة ناصيف حتي هي بألف شهادة، كونها أتت بعد ممارسة عملية استمرت لأكثر من 6 أشهر ومن دون أي مصلحة سياسية مباشرة وضيقة".
من جانبه، اعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، أن استقالة ناصيف حتي من منصبه الوزاري تمثل رسالة بحد ذاتها تعكس حالة الإحباط من عدم إجراء الإصلاحات في لبنان.
وتساءل كوبيش: "هل تسهم تلك الصرخة التي تنبع من إحباط عميق في وضع لبنان على مسار الإصلاح؟ هل تساعد على اتخاذ تدابير لرعاية اللبنانيين الذين ينزلقون يوما بعد يوم في هوة الفقر واليأس؟".
وكان الدكتور ناصيف حتي قد تقدم باستقالته من منصبه كوزير للخارجية اللبنانية في وقت سابق من اليوم، مرجعا قراره لتعذر أداء مهامه نظرا لغياب رؤية للبنان وعدم وجود إرادة فاعلة لتحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل الذي يطالب به الداخل اللبناني وكذلك المجتمع الدولي، محذرا من أن لبنان ينزلق للتحول إلى "دولة فاشلة" في ظل التلكؤ في حماية البلاد وصيانة أمنه المجتمعي.
واختار الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، السفير المتقاعد شربل وهبه وزيرا للخارجية بدلا من ناصيف حتي، وصدرت المراسيم الخاصة بتعيينه في منصبه الوزاري.
وكان شربل وهبه يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشئون الخارجية والدبلوماسية منذ عام 2017 وإلى أن اختير وزيرا للخارجية.