كشف آلن روديه، المسؤول السابق في المخابرات الفرنسية، في مقال على موقع اتلانتيكو الفرنسي أن تصريحات وزير الداخلية التركية سليمان صويلو التى تقدم بها خلال زيارة لقاعدة عسكرية، معلنا أن "تركيا ستصبح قريبا أهم مركز جذب في العالم"، تكشف الكثير عن طموحات تركيا الاستعمارية.
وكتب روديه، يكشف هذا الإعلان عما كان يبحث عنه الرئيس رجب طيب أردوغان منذ بداية حياته السياسية عندما انتخب عمدة اسطنبول عام 1994 قبل أن يشغل أعلى مناصب فى الدولة: أن يصبح زعيم العالم الإسلامى بلا منازع".
يضيف ضابط المخابرات الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط : "لا ينبغي أن يفاجئنا ذلك لأنها الشكوى المستمرة من جماعة الإخوان المسلمين التى تولى أردوغان رئاستها (ولكن ليس رسميا) لأنه رئيس الدولة الوحيد مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر (أيضا قريب جدا من الإخوان المسلمين) لشغل هذا المنصب المهم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا هو السبب الذي أشعل غضب الرياض من قطر، التي تعتبر القاعدة الخلفية لجماعة الإخوان التي تم تصنيفها رسميا تنظيم إرهابي منذ عام 2014.
يستعرض المقال تحالفات أردوغان، المدعوم بالمال القطري، مع التنظيمات الإرهابية في محاولة لبسط نفوذ انقرة في مختلف أنحاء العالم. " أولا، في سوريا حيث اعتقد أردوغان أن بشار الأسد - الذي كانت تربطه به علاقات شخصية ممتازة حتى الربيع العربي عام 2011 - سيُطرد بسرعة من السلطة، ولهذا السبب دعم جميع الجماعات المتمردة دون تمييز بما في ذلك داعش".
أشار روديه :"تم إنشاء صداقة قوية مع قطر للتدخل في الخارج، والإمارة تقدم الأموال، وتركيا الرجال على الأرض بما في ذلك المرتزقة السوريين وغيرهم"،
وأضاف ، "يتدخل البلدان معا في ليبيا، مع إدعاء أنهما يدعمان الحكومة الشرعية بقيادة فايز السراج (المعترف بها من قبل الأمم المتحدة) وينسون تحديد أن الأمر ليس كذلك في سوريا.. كما أن تركيا لديها موقف عدواني للغاية في البحر الأبيض المتوسط مما تسبب في توتر مع اليونان ومصر.."
حسب المقال كل مسارح العمليات التي تشارك فيها أنقرة يمكن أن تتدهور في أي لحظة. يؤكد ضابط المخابرات الفرنسية أن لم يعد بالإمكان وصف هذه المواقف التركية بالمواقف المتطرفة، بل هي مواقف تعكس رؤية دولية لأردوغان هدفها تأسيس الخلافة بقيادة الإخوان المسلمين.
و وجه روديه انتقاد واضح للدول الأوروبية التي ساهمت بشكل غير مباشر في دعم أردوغان، "ساعدت أوروبا الديمقراطية في كراهيتها الباطنية لأي شيء عسكري، أردوغان في القضاء على كوادر الجيش التركي الذي دافع عن إرث مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية. ونتيجة لذلك، أصبح الإخوان المسلمون على أعتابنا".