نظم متظاهرون لبنانيون مظاهرة حاشدة أمام مقر وزارة الطاقة، احتجاجا على الانقطاع الممتد للتيار الكهربائي والنقص الملحوظ في المحروقات الذي تعاني منه معظم المناطق اللبنانية.
وشهدت التظاهرة حالة من التدافع وصلت إلى تضارب واشتباكات بالأيدي مع قوات مكافحة الشغب، بعدما أقدم عدد من المشاركين في الاحتجاج على الاحتكاك مع القوى الأمنية وإزالة الحواجز الحديدية ومحاولة الدخول إلى مقر الوزارة والاعتصام بداخلها.
ورفع المتظاهرون علم لبنان، ورددوا شعارات وهتافات مناهضة لسلطة الحكم في لبنان، كما نددوا بالتدهور الشديد في الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يرزح تحت وطأتها اللبنانيون، معتبرين أن وزارة الطاقة تعد في مقدمة مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد وتسببت في إهدار كبير للمال العام فضلا عن فشلها في تقديم الحد الأدنى من الخدمات المتمثلة في توفير الكهرباء والوقود للمواطنين.
وقال المتظاهرون، إن كافة المناطق اللبنانية تعاني انقطاعا ممتدا في التغذية الكهربائية معظم ساعات اليوم منذ أسابيع، فضلا عن النقص الحاد في وقود الديزل (المازوت) اللازم لعمل المولدات الكهربائية، إلى جانب النقص في البنزين الذي بدأ يطال عدد من المناطق، الأمر الذي يضع ضغوطا معيشية كبيرة على المواطنين اللبنانيين.
وافترش المتظاهرون الأرض أمام مقر وزارة الطاقة وعمدوا إلى قطع حركة السير والمرور، في حين حاول عناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) وقوات مكافحة الشغب إثناءهم عن تلك التصرفات، غير أن المحتجين أصروا على البقاء في الشارع وأعلن بعضهم الدخول في اعتصام مفتوح.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، قد أصدر في وقت سابق من اليوم، قرارا كلف بموجبه الأجهزة الأمنية والعسكرية، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في سبيل مكافحة السوق السوداء وعمليات احتكار الوقود والتلاعب بسعر صرف العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) مقابل الدولار الأمريكي.
وتفاقمت مؤخرا أزمة نقص المحروقات لا سيما المازوت، الأمر الذي انعكس على التغذية الكهربائية في لبنان الذي يعتمد بصورة أساسية على المولدات الكهربائية لتعويض عجز الكهرباء عن محطات التوليد والتي تعاني بدورها من نقص كبير في الوقود اللازم لتشغيلها، فضلا عن تعرض العديد من المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة لنقص حاد في البنزين.
ويشهد لبنان أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا في الأوضاع المعيشية، على نحو غير مسبوق منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 ، في حين يرى وزراء وسياسيون من مختلف القوى السياسية اللبنانية أن هذه الفترة هي الأصعب والأكثر قسوة منذ فترة المجاعة التي عرفها اللبنانيون خلال الحرب العالمية الأولى.