قال علي يحيى الكاتب السياسي والحقوق اللبناني، تعليقا على اندلاع تظاهرات بمحيط مجلس النواب اللبناني، ووقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين ، إن ما يحدث هو تبعات لنتائج الانفجار الذى وقع في مرفأ بيروت ، حيث ستكون هناك بالطبع لهذا الحدث تبعات تتعلق بالأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والأمن الدوائى.
وأضاف خلال تغطية تليفزيون انفراد حول تطورات الأحداث في لبنان، بشأن طبيعة المتظاهرين وانتماءاتهم، إن المجموعات التي دعت للمظاهرات تتداخل، فبعضها مجموعات يسارية ، وبعضها ينتمى للمجتمع المدنى ، وبعضها يدور فى فلك بعض الأحزاب السياسية ، مشيرا إلى أن المطالب تختلف بين هذه المجموعات ، فهناك من يطالب بالمحاسبة وتفعيل قانون العقوبات ، وهناك من يطالب بإسقاط النظام بشكل كلى ، وهناك من يطالب بالفصل بين الدولتين ، بين ما يعتبرونه "دولة حزب الله" عن الدولة اللبنانية .
وتابع الكاتب السياسي اللبناني، ان المظاهرات حتى اللحظة يغلب عليها الطابع العشوائى، حيث من دعوا إليها حاولوا تشكيل إطار معين لهم لكنهم لم ينجحوا لتداخل الأهداف ، وتداخل الجهات الضاغطة عليهم وتداخل الأجندات.
وقال يحيى ، من المتوقع أن تستمر هذه الاحتجاجات ، والتي تأتى فى خضم استقالة 5 من نواب البرلمان على خلفية انفجار مرفأ لبنان ، فلبنان يمر اليوم بأزمة اجتماعية وسياسية وبنيوية في الكيان اللبناني ، وهذا التفجير جاء بعد خلل سياسي إدارى يفترض أن تكون المحاسبة على مستوى الحدث وإلا سيكون لبنان أمام معضلة تتجاوز النظام ووتتجاوزالدولة.
وأشار إلى أن الجيش اللبناني يتولى زمام الأمور لمدة أسبوعين وهناك تحقيقات ومحاولات جادة للوصول إلى المسئولين عن الانفجار ، حيث تم توقيف 19 شخصية بينهم مدير المرفأ ، ومسئول الجمارك الحالي والسابق وغيرهم
وأضاف ، ان المتظاهرين يسيطرون بنسبة على 80 % على ساحة التظاهر والقوى الأمنية فى تراجع وتعمل على احتواء المتظاهرين دون وقوع إصابات.
وحول زيارة ماكرون قال ، هناك شبه إجماع على أن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون شكلت دفعا إيجابيا لإعلان وقوف فرنسا ومن خلفها الاتحاد الأوروبي للوقوف خلف لبنان حكومة وشعبا ، خاصة بعد شعور الجانب الحكومى بأن المساعدات ممنوعة عن لبنان بسبب تدخلات إقليمية، فكانت هذه الزيارة التي فتحت أملا خاصة بعد الإعلان عن تنظيم مؤتمر باريس.