ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة أمام المؤتمر الدولي لدعم بيروت واللبنانيين، الذي عُقد بمبادرة ورعاية فرنسية وأممية وبحضور دولي كبير من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وكبار المسئولين. ونقل أبو الغيط خلال كلمته ما لمسه شخصياً خلال زيارته التضامنية أمس للبنان من مشاهد الدمار والخراب في الميناء، وفي مئات من المباني التي تهدمت جزئياً أو كُلياً.
وأوضح أبو الغيط، في كلمته أن "المباني هدُمت ولكن عزيمة الشعب أقوى من أي وقت مضى. وأن اللبنانيين يعانون الصدمة والغضب، ولكن اليأس لم يغلبهم برغم الأزمة السياسية والاقتصادية الكبرى التي تواجهها بلادهم".
وأضاف أبو الغيط، أن الكلمة التي استمع إليها تتردد مراراً على لسان اللبنانيين هي: "لا تتركونا نواجه هذه المصيبة وحدنا"، مؤكداً أن التضامن الدولي وتدفق المساعدات الإغاثية العاجلة، خاصة من الدول العربية الشقيقة، يجعله يستشعر أن لبنان لن يُترَك وحده أبداً.
وشدد أبو الغيط، في كلمته على حاجة لبنان إلى مساعدات عاجلة من أجل إعادة الترميم والإعمار العاجل للمباني والبيوت التي تهدمت وتضررت، خاصة في ضوء النقص الحاد في مواد البناء، والحاجة إلى سرعة إيواء المُهجرين ليستعيدوا الحد الأدنى من مظاهر الحياة الطبيعية في أقصر وقتٍ ممكن، متعهداً أن تشحذ الجامعة إمكانيات منظومتها من أجل الاسهام في هذا الجهد لمُساعدة اللبنانيين.
من جانب آخر، أكد الأمين العام للجامعة، أن الشعب اللبناني يستحق أن يعرف حقيقة ما حدث، وأن تُطبق العدالة على المتسببين في هذا الحادث المروع، مشيراً إلى أنه ناقش هذه المسألة الحساسة والهامة مع الأطراف اللبنانية، في ضوء التجاذب بين إجراء تحقيق الوطني من ناحية، ودعوات إجراء تحقيق دولي من ناحية أخرى، موضحاً أن الجامعة العربية مستعدة للمساعدة في أي تحقيق جاد ويتسم بالحياد من أجل الكشف عن الحقيقة كلها، ووضع المتسببين تحت طائلة العدالة.