بدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف الدكتور مصطفى أديب، صباح اليوم الأربعاء، عملية الاستشارات مع التكتلات النيابية والنواب المستقلين بالبرلمان، لاستطلاع آرائهم وأفكارهم والوقوف على مطالبهم في شأن عملية تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد وآليات التمثيل الوزاري وجدول الأعمال والأولويات الحكومية.
واستُهلت الاستشارات النيابية - والتي لا تحمل صفة الإلزام لرئيس الوزراء المكلف خلال عملية تشكيله للحكومة الجديدة، على عكس الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت قبل يومين لتسميته رئيسا للوزراء – بلقاء عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير والتي تمثل الكتلة النيابية لحركة أمل.
وأجريت الاستشارات النيابية غير الملزمة بقصر عين التينة حيث مقر رئاسة مجلس النواب، بعدما تعرض مقر المجلس النيابي بوسط العاصمة بيروت لأضرار كبيرة جراء الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري في 4 أغسطس الجاري.
وقال رئيس الحكومة الأسبق النائب تمام سلام – في تصريح عقب اللقاء مع "أديب" – إنه أبلغ رئيس الوزراء المكلف أن الوضع عصيب للغاية وأن هناك غضبا شعبيا عارما ومعاناة كبيرة، وأن الأمر يقتضي المضي بسرعة في تأليف الحكومة الجديدة ضمن المصلحة العامة للبنان وشعبه وبعيدا عن المصالح الخاصة بالأطراف السياسية.
وأضاف: "نريد حكومة مصغرة، وفريق عمل وزاري يكون متجانسا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. حصدنا في السنوات الأخيرة والحكومة الأخيرة الأذى والضرر كنتائج مباشرة لانتماء الوزراء لقوى وأحزاب سياسية، ولهذا اليوم مطلوب شخصيات مستقلة ذات كفاءة واختصاص للنهوض بالبلد".
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، أهمية أن تكون الحكومة الجديدة مُنتجة وفعالة وأن تباشر فور تأليفها الإصلاحات، والإسراع قدر الإمكان في مسار تشكيل الحكومة.
من ناحيته، قال النائب أنور الخليل الأمين العام لكتلة التنمية والتحرير إن التكتل لم يطلب شيئا لنفسه، وإنما طلب فقط الإسراع في إيجاد حكومة متجانسة تضم وزراء يتسمون بالكفاءة والخبرة، بحيث تكون حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي هي محل اتفاق من الجميع، وعلى أن يبدأ الإصلاح بقطاع الكهرباء وتعمل الحكومة على استعادة الثقة الداخلية وثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء المكلف أبدى النية للتعاون مع مجلس النواب، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد بدوره استعداد البرلمان لمواكبة جميع القوانين والتشريعات التي تصل إلى المجلس النيابي في سبيل الإسراع بعملية الإصلاح.
من جانبها، قالت النائبة بهية الحريري، إن الكتلة النيابية لـ"تيار المستقبل" أبدت كل الدعم والمساندة لرئيس الوزراء المكلف الدكتور مصطفى أديب، وأنها تدعم مهمته وتتمنى أن يُشكل حكومة من الاختصاصيين الخبراء المستقلين بصورة سريعة، لأن الأزمات والصعوبات التي يمر بها لبنان لا تتحمل أي ترف في الوقت.
وأشارت الحريري إلى أن كتلة المستقبل النيابية استعرضت مع "أديب" الأبعاد الأساسية لأزمات لبنان والمشاكل العامة في البلاد، بدءا من ضرورة استعادة الثقة ومرورا بوضع القطاع الصحي في ظل وباء كورونا، وأزمة القطاع التعليمي، والوضع الاقتصادي والاجتماعي واستفحال البطالة، والدمار الذي لحق بالعاصمة بيروت جراء انفجار الميناء البحري، لافتة إلى أن لبنان أمام أولويات متساوية.
وكان 90 عضوا بمجلس النواب اللبناني قد اختاروا أمس الأول الإثنين سفير لبنان لدى ألمانيا الدكتور مصطفى أديب، لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، وذلك خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد وتكليفه تشكيل الحكومة والتي أجراها أعضاء مجلس النواب مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري.
وحصد "أديب" أصوات الكتل النيابية لكل من تيار المستقبل، وحزب الله، وتيار المردة، والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار العزم، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر وحلفاؤه، ونائب واحد مستقل.