استثمرت الولايات المتحدة الأميركية مئات المليارات من الدولارات في الأمن بالعراق، لكنها باتت أمام تحد يتمثل في محاولات روسية لاختراق الساحة العراقية بهدوء، وهو ما يتطلب من واشنطن إجراءات رادعة.
وفي تحليل منشور في مجلة "ناشيونال انترست"، كتبت، آنا بورشفسكايا، هي زميلة كبيرة في معهد واشنطن، ومتخصصة في سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط، أن موسكو تلعب لعبة جيوسياسية واسعة، وإن كانت "هادئة".
وأشار تقريرها إلى أن الروس سيواصلون التنافس بهدوء على النفوذ في العراق، رغم إدراك الكرملين أن البلاد يقودها رئيس ورئيس وزراء مواليان لواشنطن.
وتحاول موسكو العودة إلى العراق منذ معارضتها الإطاحة بنظام، صدام حسين، الذي كان رئيسا مشابها للدكتاتور جوزيف ستالين، وفق التقرير.
وتأتي مصالح موسكو في العراق، كأي مكان في العالم، للرد على على قيادة واشنطن للنظام العالمي.
ووفق الكاتبة، فقد حقق الكرملين بعض النجاحات في العراق في عام 2008، بعد أن شطب الرئيس، فلاديمير بوتين، معظم ديون العراق التي بلغت قيمتها 12.9 مليار دولار في الحقبة السوفيتية، مقابل صفقة نفطية بقيمة 4 مليارات دولار. وفي عام 2012، دخلت "لوك أويل" و"غازبروم نفت" سوق الطاقة في كردستان العراق.
لكن الجهود الروسية تسارعت في السنوات الأخيرة، بدءا من عام 2014، عندما احتاج العراق إلى مساعدة فورية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وبعد مرور عامين، جاء أحد أكبر الوفود الروسية منذ سنوات إلى العراق للبناء على هذه الجهود ومناقشة المزيد من التعاون الأمني.
وعلى مر السنوات التي تلت، كان هناك المزيد من الاستثمارات في الطاقة، في كل من العراق وإقليم كردستان العراق، إلى جانب صفقات الأسلحة..
وأشارت الكاتبة أيضا إلى صلات موسكو بالمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وهو ما يجب أن يثير قلق واشنطن، خاصة في ضوء الشراكة بين موسكو وطهران في الشرق الأوسط.
وخلصت الكاتبة إلى أنه مع تحول السياسة الخارجية الأميركية إلى تنافس قوى عظمى مع روسيا والصين، فإن العراق مهم كشريك استراتيجي.
وأشارت إلى أن واشنطن استثمرت كثيرا في العراق لفترة طويلة جدا بشكل لم يعد ممكنا التخلي عنه الآن.