أشادت صحافة مملكة البحرين الصادرة اليوم الأربعاء، بتوقيع إعلان تأييد السلام بين المملكة وإسرائيل أمس فى البيت الأبيض، وفى افتتاحيتها، كتبت صحيفة الأيام البحرينية تحت عنوان " حمد بن عيسى.. للحكمة أهلها وللشجاعة فرسانها".. وللبحرين قائدها الجسور حمد بن عيسى، الذي يدرك حجم التحديات ويجيد اتخاذ القرارات ويضع المصالح العليا للشعب البحريني، فوق أي تحديات وادعاءات.
واضافت الصحيفة لحظة تاريخية تلك، التي وقعت فيها البحرين على إعلان تأييد السلام مع إسرائيل، تنبئ بعهد جديد من إرساء الأمن والسلام وتعزيز الاستقرار والازدهار، ليس من أجل صالح الدولتين فحسب، بل من أجل الإنسانية وقدرتها على التعايش والانفتاح وتبادل الخبرات، التي تعزز من قيمة الإنسان وتسهم في توفير حياة كريمة له في المواقع والظروف كافة.
وأضافت : لسنا هنا بصدد طرح التساؤلات وبحث جدوى السلام، بقدر ما نود التأكيد على حقائق وثوابت، ظلت نهجًا ثابتًا للبحرين في دعمها ومساندتها للقضية الفلسطينية، بكل ما أوتيت من قوة. وهي ثوابت تدحض كل من يحاول المزايدة على مواقف البحرين العروبية والإسلامية ودعمها للأشقاء الفلسطينيين، وهو نهج استراتيجي لم ولن يتغير.
وتابعت: بل نزيد بالقول إن ما أقدمت عليه البحرين بتوقيعها إعلان تأييد السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية، هو حلقة إضافية من مساندة البحرين للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة وأن جلالة الملك كان حريصا على التأكيد على رؤية البحرين للسلام بمعناه الاستراتيجي وضرورة العمل على «حل الدولتين» والذي يقود في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وليس ذلك الأمر بغريب، لأنه ثوابت شكلت فلسفة السياسة الخارجية البحرينية على مدى ما يزيد عن 70 عامًا، دعمت خلالها العديد من المبادرات والخطط الهادفة إلى مساندة الفلسطينيين والبحث عن حل عادل للقضية..
ان أمن البحرينيين وثبات اقتصادهم أولوية وطنية، وهذا أمر طبيعي، من منطلق أن أي قائد، يبحث عن أمن شعبه وسلامته وكل ما يوفر له حياة كريمة، وهذا واجب وطني تحتمه الدساتير والقوانين. فضلاً عن أن التحديات المتزايدة والمعقدة، صارت سمة العصر، والمشهد الإقليمي الحاضر يؤكد ضرورة العمل المشترك في سبيل مواجهتها. لذلك كانت كلمات وزير الداخلية، والذي لا يشغله سوى الأمن والاستقرار وتعزيز إجراءات السلامة، حيث قال بالحرف الواحد «تبقى استراتيجيتنا القديمة والحديثة، أساسها وجود تحالفات قوية في مواجهة الأخطار المحتملة، ونحن، بعد الله، نستند على تطوير قدراتنا الوطنية، وعلى عمقنا الخليجي والعربي وشركائنا الدوليين».
قولاً واحدًا: قد تتباين المسميات والتحليلات والتقارير، لكن تبقى مصالح البحرين العليا في الصدارة، وهو أمر لا يتناقض مع ثوابتنا العربية والإسلامية ودعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية والذي كان وسيظل.. قولاً واحدًا: ليس من حق أحد أن يزايد على مواقف البحرين العظيمة حضاريًا، دولة الاعتدال والسلام، رمز التعايش والانفتاح على الآخر.. هذه ثوابت دولة تبقى ملازمة لها في كل سياساتها.. شاء من شاء وأبى من أبى.. عاش جلالة الملك وحفظه الله وأعزّ البحرين في عهده.
وتحت عنوان "ملك يصنع تاريخ السلام" كتبت صحيفة الوطن البحرنية، :في حياة الأمم والشعوب مواقف وقرارات لا تنسى، تسطر في جبين التاريخ، يكتبها القادة والعظماء، ولا سيما تلك القرارات والمواقف الشجاعة والجريئة التي تنهج طريق السلام والاستقرار والازدهار وتنبذ دروب الحروب والعنف والكراهية.
وأضافت: لقد شهد العالم أجمع أمس ملحمة سلام تاريخية بتوقيع إعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، ومعاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية.
تلك اللحظات التاريخية توثق بمداد من ذهب، وتؤكد النهج الحكيم، لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في نشر ثقافة السلام وصناعة تاريخ جديد من الاستقرار، تشهده المنطقة في سابقة تاريخية لأول مرة، من أجل إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ووفقاً لمبادرة السلام العربية، بعد عقود من حروب أكلت الأخضر واليابس.
دائماً عبر التاريخ الطويل، تنتهج المملكة سياسة تحمي مقدراتها، وفي ذات الوقت تؤكد الثوابت العربية، دون الإخلال بالحقوق الفلسطينية للشعب الفلسطيني، لأن البحرين هي من أخذت على عاتقها عبر عقود مضت سياسة السلام والتعايش باعتبار أن السلام هو الخيار الإستراتيجي الأمثل لإنهاء الصراع.
وتابعت الصحيفة: إن تلك الخطوة التاريخية للبحرين من أجل السلام، لهي أكبر مدلول على ما تتمتع به المملكة بقيادة مليكنا المفدى، من دبلوماسية جريئة، ورؤية ثاقبة، وحكمة في الطرح، ورزانة في الفكر، مستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، وحماية لمصالح البحرينيين والفلسطينيين على حد سواء.
من هذا المنطلق، تشدد البحرين في رسالتها إلى العالم أجمع بهذا التوقيع التاريخي، على ضرورة الالتفات إلى التعمير والبناء، ورفع مشاعل النور والخير، وأن يحيا الإنسان حياة كريمة، عابراً الأمل بين اليأس والرجاء، في ظل توثيق العلاقات الوطيدة بين الشعوب، متجاهلين أي محاولات بائسة للدعوة إلى العنف والفوضى والإرهاب.
إن توقيع البحرين إعلان تأييد السلام لهو قرار سيادي يصب فى صالح المملكة وليس موجهاً لأية دولة، بل من أجل سلام المنطقة وأمنها وأمن أهلها جميعاً دون تمييز.
لذلك، فإن البحرين برسالتها السامية، تنادي شعوب العالم أجمع بأن هلموا إلى السلام والاستقرار والازدهار، وانبذوا العنف والكراهية والدمار، لأن حياة الأمم والشعوب لا تحتمل المزايدات والشعارات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن يتخذ قراره بأن يفوته قطار السلام، فهو الخاسر!