شن الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية هجوما مضادا على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مؤكدين أن حديثه مساء أمس، ينسف المبادرة الفرنسية الرامية إلى إنقاذ لبنان، وأنه تعمد افتعال اشتباك طائفي، كما انطوى كلامه على تهديد باستخدام الفوضى والعنف، وقيامه بوضع الشروط مستهدفا تشكيل حكومة على غرار الحكومة المستقيلة ومنع تشكيل حكومة تنقذ لبنان من التدهور والانهيار.
ونفى الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية نجيب ميقاتى وفؤاد السنيورة وسعد الحريرى وتمام سلام – فى بيان مشترك لهم – صحة المزاعم التى أطلقها "نصر الله" أمس من أنهم كانوا يشكلون الحكومة الجديدة بالإنابة عن رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، مشددين على أن دورهم اقتصر على توفير "الغطاء" لأديب بشكل واضح لتنفيذ ما سبق ووافقت عليه التكتلات النيابية خلال اجتماعها مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
وأكدوا أن دورهم كرؤساء سابقين للحكومات، لم ينطلق للحظة واحدة من فرض الوصاية على رئاسة الحكومة، بل من الدعوات التى أطلقتها أكثرية اللبنانيين، والتى أجمعت على وجوب عدم تكرار الآليات التى اعتُمدت فى تشكيل الحكومة المستقيلة (حكومة حسان دياب) والتى كانت محل معارضة شعبية واسعة تقاطعت مع المبادرة الفرنسية ووجوب قيام حكومة مستقلين بعيدا عن المحاصصة والولاء الحزبى والسياسي.
وقالوا إن المبادرة التى قدمتها فرنسا - والتى تشكل الفرصة الوحيدة لمحاولة وقف انهيار لبنان - بُنيت على ضرورة التوقف عن كل ما يمت إلى السياسة الداخلية التقليدية، ومسألة تنافس الكتل والأحزاب، لأشهر معدودة بحيث تتفق الكتل النيابية الرئيسية على حكومة إنقاذ مصغرة من الاختصاصيين الأكفاء لا تسميهم الأحزاب، وذلك لتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادى ومالى ونقدى وإدارى بحت، مفصل فى خطواته للأشهر الثلاثة الأولى، لفتح المجال أمام البدء باستعادة الثقة وعودة التمويل الخارجى للبلد.
واعتبروا أن حسن نصر الله تعمد افتعال اشتباك طائفى بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، بزعم التعدى على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية لمصلحة رئاسة الحكومة، مشددين على أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة.