أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد، أن حالة وباء فيروس كورونا المستجد في بلاده مستقرة، مضيفا أن قرار إعادة فتح حركة الطيران قرار سياسي وسيادي ومرتبط بحالات الإصابة في الدول المجاورة خاصة أوروبا.
وقال ابن بوزيد في حديث لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، إن "الأوضاع الحالية بالنسبة لأزمة فيروس كورونا في الجزائر مستقرة منذ أسابيع والأرقام في تحسن، وما يهمنا على وجه الخصوص هو عدد الوفيات، لأن عدد المصابين مرتبط الفحوصات التي تجريها كل دولة، وكلما أجرينا فحوصات أكثر نكتشف إصابات أكثر".
وأضاف أنه "في أي دولة في العالم يجب أن تتعايش مع الوباء لأن عدم التعايش يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني وعلى مجالات أخرى كثيرة، التعايش يعني اتخاذ الاحتياطات مثل ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وغسل اليدين باستمرار وغيرها من التدابير المعروفة".
وأشار وزير الصحة الجزائري، إلى أن المصابين الذين لديهم أعراض ظاهرة هم فقط من يذهبون إلى المستشفى لإجراء الفحوصات والتحاليل لبيان مدى إصابتهم بالفيروس من عدمه، بينما المرضى ذوي الأعراض الطفيفة يمكن علاجهم في المنزل، لإتاحة الفرصة للمستشفيات لعلاج بقية المرضى وإجراء العمليات الجراحية وعودة العمل الطبي لشكله الطبيعي.
وأوضح أن عدد سكان الجزائر حاليا أكثر من 44 مليون نسمة وعدد الوفيات 10 حالات أو أقل يوميا، مضيفا "هذا ما يجعلنا غير راضيين عن معدل الوفيات لأنه كبير، وحاليا لابد من تكثيف العمل والتوعية والتشديد على التوصيات الاحترازية لنقوى أنفسنا ونقلل الأعداد قبل أن ندخل في موجة ثانية مثل التي بدأت تظهر في أوروبا".
وقال ابن بوزيد: "ننظر إلى الدول المجاورة وخاصة في أوروبا ونرى الزيادة الضخمة في أعداد المصابين فيها ونشكر الله على ما نحن فيه، لسنا راضيين عن الوضع الحالي ولكن نتمنى أن تكون الأعداد في المستقبل أقل، هذه حرب والعدو فيها هو فيروس كورونا، ربحنا معركة ولكن الحرب ما زالت مستمرة"، مضيفا: "علينا تنظيم أنفسنا وزيادة التوعية وزيادة مخزون الأدوية ووسائل الحماية الشخصية، وننتظر كل يوم ظهور اللقاح".
وعن سعي الجزائر للحصول على لقاح فيروس كورونا، قال ابن بوزيد "اطلعنا على تجارب كل الدول التي تعمل على إنتاج اللقاح، ومن المعروف أن إنتاجه يتطلب من 5 – 10 سنوات، وهذا المرض بدأ ينتشر في العالم بشكل واسع في فبراير الماضي، أي منذ نحو 8 أشهر فقط، ولكن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لن يكون هناك لقاح قبل منتصف عام 2021، وحتى الآن لا يوجد أي لقاح معتمد منها".
ولفت إلى أن "أي لقاح سيظهر ستوجه له انتقادات من أطراف مختلفة، وهذا متوقع، وقد وقعنا بالجزائر في 30 أغسطس الماضي، مع عدة دول أخرى، لنتوحد في شراء اللقاح بشكل جماعي وبالتالي بسعر مخفض، ونكون متضامنين مع بعض في حال حدوث أي أضرار تخص اللقاح، حتى الآن لا يوجد تعاون عربي في إطار الجامعة العربية، لأن كل دولة عربية لها مشاكلها الخاصة بها في هذه الأزمة".
وبين وزير الصحة الجزائري: "أجرينا اتصالات مع سفراء عدة دول تعمل على إنتاج اللقاح، مثل الصين وبريطانيا وروسيا، وأطلعنا على الأسعار ومدى التقدم في كل لقاح، ولن نستورد أي لقاح قبل أن يكون استخدم في البلد الذي صنعه، لكي نكون مطمئنين أنه بلا أعراض جانبية".
وألمح لبن بوزيد، إلى وجود تنسيق مع عبد العزيز جراد الوزير الأول (رئيس الوزراء) ووزير المالية أيمن بن عبد الرحمن لتوفير الاعتمادات المالية، مضيفا "نحن مستعدون لشراء أفضل لقاح فور اعتماده".
وأكد أن قرار إعادة فتح الطيران هو قرار سيادي وسياسي مرتبط بأرقام الإصابات والوفيات داخل الجزائر وخارجها، وخاصة الدول المجاورة للجزائر، مضيفا "لا يمكن أن نفتح الطيران مع دول ترتفع فيها نسب الإصابة".
وأشار إلى أن تقليص مدة الحجر الجزئي وحظر التجوال الذي تفرضه الجزائر في بعض الولايات مرتبط بعدد الوفيات، وقال "إن عدد الإصابات مرتبط بالفحوصات، ولا يوجد أي دولة تستطيع إجراء فحوصات لكل السكان، وفي العالم كله الفحوصات تجرى فقط للأشخاص الذين لديهم أعراض مرضية"، مضيفا أنه "بحسب الإحصائيات العالمية فإن هذا المرض تتشابه أعراضه مع الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، و80 % من المرضى لا تظهر عليهم أعراض، و20 % فقط هم من يدخلون المستشفى و5% فقط منهم يحتاجون للعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي".