قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن، إن الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس "كورونا" قد يجعل لبنان يقترب من "المشاهد الأوروبية" الموجعة الناجمة عن التفشي المجتمعي، داعيا إلى التعامل بجدية صارمة مع الوباء وعدم الاستخفاف بخطورته، وأشار حسن - في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، في ختام اجتماع اللجنة العلمية الطبية بالوزارة - إلى أن ما جنّب لبنان المشهد الأسباني أو الإيطالي في بداية انتشار الوباء، هو جاهزية وزارة الصحة حيث تعاملت مع أول حالة وافدة مصابة بالفيروس كمؤشر ومنعطف جديّ، بما مكّن لبنان من تسجيل التقدم في مواجهة الوباء.
وأضاف نسبة الإصابات بالوباء في لبنان بلغت 120 حالة لكل 100 ألف نسمة أسبوعيا، وأن نسبة الوفيات من المصابين بلغت 2ر1%.
وأكد أن آلية الإغلاق الجزئي المتبعة، بإغلاق عدد من البلدات والقرى للحد من انتشار الفيروس بين سكانها، تمثل الفرصة الأخيرة لمواجهة الوباء، وأنها تؤدي إلى انخفاض أعداد الإصابات بصورة كبيرة، داعيا جميع البلدات التي شملتها قرارات الإغلاق بالتجاوب حرصا على صحة مواطنيها، وحتى يتسنى لفرق وزارة الصحة تقييم الواقع الوبائي بها وتسجيل مدى التفشي من خلال المعطيات الميدانية.
ولفت إلى أن هناك 15 مستشفى تابعة للقطاع الحكومي يستقبل المصابين بوباء "كورونا" من أصل 33 مستشفى، في حين أن هناك 15 مستشفى تابعة للقطاع الخاص يستقبل المصابين بالوباء من أصل 130 مستشفى؛ الأمر الذي يشكل خللا وتهربا من المسئولية من جانب المستشفيات الخاصة.
وأوضح قائلا: "ما يحدث حاليا أن غالبية المستشفيات الخاصة لا تنخرط في المساعدة على تحقيق الهدف بمواجهة الوباء، بل تعترض على استقبال مرضى كورونا، وذلك رغم الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مؤخرا مع نقابة الأطباء والجهات الضامنة، فحتى اليوم لم يزد أي مستشفى خاص من عدد أسرة العناية المركزة على النحو المطلوب".
وشدد وزير الصحة اللبناني على أن هناك مسئولية على المستشفيات الخاصة كشريك في ظل الوضع الاستثنائي الذي يمر به لبنان باستقبال مصابي "كورونا"، آملا أن تستجيب جميع المستشفيات الخاصة وتعمد إلى تجهيز أقسام خاصة بوباء "كورونا" وأن تخطر الوزارة بعدد أسرة العناية المركزة التي جرى إعدادها لهذا الغرض.