كشفت صحيفة الأيام البحرينية عن زيارةوشيكة لوفد إسرائيلى إلى المنامة لاستطلاع الفرص الاستثمارية، ونقلت عن رئيس مركز السلام الاقتصادى، عضو الكنيست، وزير الاتصالات السابق فى إسرائيل ايوب قرأ الذى أكد زيارة مرتقبة له إلى مملكة البحرين على رأس وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين؛ للاطلاع على فرص الاستثمار فى البحرين لا سيما فى مجالات الاغذية والزراعة، والقطاع الطبى، والتعاون مع الجامعات البحرينية.
وقال قرأ فى تصريح للصحيفة البحرينية «إن اقامة السلام مع الدول العربية يطرح العديد من الجوانب، من بينها التعاون الاقتصادى والتجارى، والتعاون فى مجالات التكنولوجيا والامن السيبراني»، لافتا إلى أن «هذا التعاون يعد همزة وصل لمحاربة الإرهاب الذى تقوده إيران فى المنطقة».
وانتقد قرأ مواقف قيادات فلسطينية لا تريد الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، خشية أن يتم ازاحتها من مواقع السلطة من قبل المتطرفين بعد اعلان الدولة -كما حدث فى غزة-، معتبرا أن هذه القيادات لا تريد ارضا ولا دولة، بل البقاء فى السلطة، فيما تضع قيادات فلسطينية اخرى يدها بيد إيران ضد دول المنطقة.
وقال قرأ: «لقد كنت من اوائل السياسيين الذين آمنوا بأهمية السلام مع الدول العربية ومنها دول الخليج، وقد تحدثت منذ سنوات عن ذلك كعضو فى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم أن الكثير من الآراء كانت تستبعد تماما امكانية اقامة هذه العلاقات دون أن يوافق الفلسطينيون على هذه العلاقات مع الدول العربية».
وتابع قائلا: «فيما كنت قد وصلت إلى قناعة أن الكثير من القيادات الفلسطينية لا تريد الوصول إلى الدولة الفلسطينية، وبالتالى لا يمكن أن تبقى العلاقات العربية-الإسرائيلية رهينة لهذا الوضع، وان يستمر النزاع العربى الإسرائيلى على هذا النحو رهين قيادات لها حساباتها، فاليوم اقامة السلام مع الدول العربية يطرح العديد من الجوانب، منها التعاون الاقتصادى والتجارى، والتعاون فى مجالات التكنولوجيا والامن السيبرانى، وهى تشكل واقعيا همزة وصل لمحاربة الإرهاب الذى تقوده إيران فى المنطقة».
واضاف: «لنكن واقعيين، اليوم فى الشرق الأوسط تنقسم الدول إلى مجموعتين؛ دول تقود ازدهار الشرق الأوسط والتطور فى مناحى الحياة المختلفة، والرفاهية والتنمية فى بلادها، وترى بحياة الانسان اهم ما لديها، وهذا الاتجاه تقوده السعودية والامارات والبحرين والاردن ومصر وإسرائيل، فى مقابل مجموعة اخرى يعيش مواطنو دولها فى بؤس وفقر وقمع وترهيب، وتعتمد على تصدير الإرهاب إلى دول اخرى، وهذه المجموعة بالطبع تقودها إيران، ولو نظرنا حولنا سنجد اينما حلت يد إيران حل الفقر والبؤس وضعف الدولة وغياب التنمية».
واضاف: «لقد كنت من اوائل المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا دولة الإمارات العربية قبل عامين، وشاركت فى المؤتمر الاقتصادى للسلام، وألقيت حينها كلمتى باللغة العربية، وقد شكلت هذه المشاركة اول فرصة حقيقية لإيصال رسالة إسرائيل نحو بناء السلام مع دولة الامارات. بالطبع قبل ذلك كانت هناك مناسبات طرحت فيها امكانية بناء سلام بين إسرائيل والدول العربية ضمن ما يمكن تسميته وساطة اوروبية، لا سيما عبر الفرنسيين، لكنها لم تحقق أى تقدم ولم تنجح. وعندما انتخب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وطرحنا هذا الاتجاه، تبنته الإدارة الأمريكية وتعاملت معه بجدية، وقد تحقق هذا الانجاز التاريخى الذى اشعر بالفخر لأنه كان ايمانى الذى سعيت اليه، ولدى ثقه أنه لمصلحة المنطقة».
وحول موقف القيادات الفلسطينية الرافض لاتفاقية «إبراهيم» واعتبارها تخليا عن القضية الفلسطينية، رغم تأكيدات الامارات والبحرين على التمسك بدعم حق اقامة الدولة الفلسطينية، قال قرأ: «الكثير من القيادات الفلسطينية ترى ببقاء القضية الفلسطينية -وليس حلها- بقاء لها كقيادات، ولا يريدون الوصول إلى حلول، ويخطئ من يعتقد أن المسألة هى رفض إسرائيلى للانسحاب من أراضى 67. لقد اختبرت إسرائيل الانسحاب من غزة وفق حدود 1967، وفى اليوم التالى بدأ القصف على إسرائيل من جماعات متطرفة من ذات المواقع التى انسحبت منه. هذا من ناحية، كذلك نحن امام قيادات فلسطينية باتت تفضل بقاء القضية؛ لأنها تعلم أن اقامة الدولة يعنى استيلاء المتطرفين على حكم هذه الدولة -كما حدث فى غزة-، فتفضل أن تبقى قيادات دون دولة. وبالتالى هم يدركون أن تأمين بقائهم فى موقع سلطة يعنى أن يبقوا على القضية دون حل».
وتابع «لربما انا اكثر مسؤول يتحاور مع القيادات الفلسطينية، ولديهم دائما للأسف خطابان، خطاب غير معلن يوجه إلينا ويرون فيه أن الوضع الحالى هو افضل وضع بالنسبة لهم، حيث قيادات دون دولة، خشية أن لا يكون لهم مكان ما بعد قيام الدولة، وخطاب عاطفى يوجه عبر الإعلام للشارع العربى معادٍ لإسرائيل، لكن الحقيقة التى لا يتحدثون فيها امام الإعلام هى انهم يفضلون بقاء الضفة تحت سيطرة إسرائيل على أن تصبح دولة وتصبح تحت سيطرة جماعات مثل (حماس)، للأسف هذه الحقيقة التى لا يتحدثون بها امام الإعلام. اليوم لم يعد هناك مستقبل امام المنطقة الا بالسلام، وهو الخط الذى يتبناه العقلانيون فى هذه المنطقة الذين يرون مستقبلا لشعوبهم، كذلك لا ننسى أن هناك تنسيقا بين قيادات فلسطينية وإيران، ففى الوقت الذى يتم تخوين دول عربية من قبل قيادات فلسطينية اذا وضعت يدها بيد إسرائيل نحو السلام، يضع فلسطينيون اياديهم بيد الإرهاب الإيرانى ضد الدول العربية التى يطالبونها بدعمهم، وبالتالى لم تعد هناك امكانية أن يبقى الشرق الأوسط رهين هذا التلاعب فى المواقف والادوار».
وحول الدور الذى يلعبه مركز السلام الاقتصادى، قال قرأ: «نحن نؤمن أن السلام لا يبنى فى النواحى السياسية فقط، بل يبنى على اقتصاد قوى، والاحترام المتبادل الحقيقى، والتعاون الاقتصادى المشترك، لذلك نتطلع لإنشاء فرع للمركز فى البحرين؛ كى يكون حلقة وصل بين المؤسسات والشركات التى تطلع لتطوير أعمالها، وانشاء صندوق بين إسرائيل والبحرين يمول من الطرفين لتمويل الأعمال».
وتابع «نتطلع لزيارة قريبة على رأس وفد من المستثمرين الإسرائيليين للاطلاع على الفرص الاستثمارية فى البحرين، لا سيما فى مجال الغذاء والاستزراع السمكى، كذلك التعاون فى المجالات الطبية مع المستشفيات البحرينية، وترتيب زيارات لأطباء إسرائيليين بدرجة (برفيسور) فى مجالات طبية مختلفة للتعاون مع القطاع الطبى فى البحرين. ايضا نتطلع لخلق تعاون مع الجامعات البحرينية، لإنشاء مركز للاختراع والابتكار».
وحول فرص التعاون العسكرى والأمنى بين البلدين -من وجهة نظره-، لا سيما أن البلدين يواجهان تحدى الإرهاب، قال قرأ: «لا شك نحن نواجه مع دول فى المنطقة تهديدات واضحة من عدو مشترك، وهذا التحدى يفتح الباب امام اهمية تعزيز التعاون فى المجالات الامنية والعسكرية بين إسرائيل والبحرين، ومنها امن وحماية الشواطئ والموانئ، وغيرها من المجالات».