وقعت حكومة السودان وشركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية، مذكرة تفاهم لتعزيز قطاعي الطاقة والرعاية الصحية بالسودان، في اتفاق هو الأول من نوعه بين السودان وشركة أمريكية كُبرى منذ عقود.
وذكر تصريح صحفي مشترك بين الحكومة السودانية وشركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية، وزعه مجلس الوزراء السوداني، مساء يوم الخميس، أن رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، شهد اليوم مراسم توقيع مذكرة تفاهم، لافتا إلى أنه وقع من جانب حكومة السودان وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلفة الدكتورة هبة محمد علي، فيما وقع من جانب الشركة، الرئيس التنفيذي لـ "جنرال إلكتريك" للأسواق الدولية لمنطقة شمال شرق أفريقيا، مي عبد الحليم، وذلك بحضور وزير الطاقة السوداني المكلف المهندس خيري عبد الرحمن، وكبير مستشاري رئيس الوزراء الشيخ خضر، والقائم بالأعمال الأمريكي بالسودان بريان شوكان.
وقال رئيس مجلس الوزراء السوداني، إن السودان لم يشهد تفاعلا من الشركات المهمة منذ ما يقرب الثلاثة عقود، مضيفا: "نرى اليوم فجر جديد للشراكات الفعّالة التي من شأنها أن تساعدنا في دفع عجلة نمو الاقتصاد السوداني وتطوره".
من جانبها، قالت وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلفة، إن شركة "جنرال إلكتريك" تعتبر شركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة والرعاية الصحية، وشريك قوي في دعم السودان، معربة عن سعادة بلادها بالعمل مع الشركة لتوفير الطاقة المستدامة، وتعزيز نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية في مختلف الولايات.
وأضافت: "نتطلع من خلال هذه الشراكة إلى توفير البنية التحتية المتطورة والمزيد من فرص العمل للشعب السوداني، والتي من شأنها المساهمة في رفع مستويات المعيشة والتأثير بشكل مباشر على النمو الاقتصادي".
من جهتها، عبرت الرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك" للأسواق الدولية لمنطقة شمال شرق أفريقيا مي عبد الحليم، عن سعادتها بالعمل بشكل وثيق مع الحكومة السودانية، مؤكدة عزم الشركة على تسخير كافة امكانياتها وتعميق التعاون مع السودان ودعم احتياجاته في مجال الطاقة والرعاية الصحية بما يسهم في خلق تأثير اقتصادي إيجابي.
من جانبه، قال القائم بأعمال السفير الأمريكي بالسودان بريان شوكان، إن هذه الاتفاقية تمثل علامة فارقة في العلاقة بين "جنرال إلكتريك" وحكومة السودان، مرحباً بالجهود الرائدة للشركة في دعم البنية التحتية للطاقة والرعاية الصحية، بما يتماشى مع جهود الحكومة السودانية لدعم جودة حياة مواطنيها.
وذكر الباين أن مذكرة التفاهم تهدف إلى التخفيف من التحديات المتعلقة بالحصول على الطاقة والرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن زيادة توليد الطاقة بما يسهم في التأثير بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي والصناعي.
ومن المتوقع إضافة نحو 470 ميجاوات من الطاقة مما يترك أثراً إيجابياً على ما يقارب 600 ألف منزل، فيما ستتواصل المباحثات مع وزارة الصحة لتحديث البنية التحتية للأشعة وطب القلب والأورام ووحدات الرعاية الأولية في جميع أنحاء السودان.
ومن المتوقع أن تزود "جنرال إلكتريك للغاز" عدة وحدات من التوربينات الغازية – من النوع TM2500 - لتضيف ما يصل إلى 350 ميجاواط، وتعد هذه التقنية أحد الحلول السريعة لتوليد الطاقة ويمكن تركيبها خلال بضعة أشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، ستدعم "جنرال إلكتريك للطاقة البُخاريّة" إعادة تأهيل ثلاث محطات طاقة قائمة، يمكن أن تضيف ما يصل إلى 120 ميجاواط، من خلال زيادة القدرة الانتاجية ب 10٪.
وأعربت "جنرال إلكتريك" عن تطلعها مسقبلاً إلى العديد من أوجه التعاون مع وزارات الصحة، والطاقة والتعدين، والمالية والتخطيط الاقتصادي، بما يتضمن بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة وتحديث المحطات القائمة لتعزيز كفائتها، لاسيما في مناطق النزاعات التي تسعى الآن لإعادة البناء، بالإضافة إلى ضمان استقرار الشبكة الناقلة للطاقة وتوزيعها لجميع أنحاء السودان، والمشاريع المحتملة التي تستخدم طاقة الرياح المتجددة والطاقة المائية.
وفي مجال الرعاية الصحية، تسعى الشركة لتحديث البنية التحتية لمرافق عمل الأشعة وطب القلب والأورام في جميع أنحاء السودان، وكذلك تحديث وحدات الرعاية الأولية والإحالة خاصة في المناطق الريفية، إلى جانب برامج تدريب للكوادر الصحية والطبيّة السودانية على استخدام وصيانة تكنولوجيا جنرال إلكتريك.
وأكدت الشركة التزامها بالتعاون مع الحكومة السودانية الآن وفي المستقبل، من خلال هذه الاتفاقية لتعزيز البنية التحتية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان.