شهدت مختلف المحافظات والمناطق اللبنانية تجمعات احتجاجية ومسيرات سلمية حاشدة شارك فيها اللبنانيون لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاندلاع انتفاضة 17 أكتوبر 2019.
ودوّن الرئيس اللبناني ميشال عون - على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) - قائلا: "بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي مازالت ممدودة للعمل سويا على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكنا خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد".
ولم تشهد المسيرات والتحركات الشعبية، التي بدأت منذ الصباح الباكر في كافة أرجاء لبنان، ثمة مصادمات مع القوى الأمنية أو أعمال شغب، حيث طغى عليها "الجانب الاحتفالي" من قبل المشاركين فيها، والذين رفعوا أعلام لبنان ولافتات تحمل شعارات وعبارات احتجاجية تندد بتدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية في لبنان.
وشملت التحركات مسيرات بالسيارات وأخرى مترجلة هادئة، كما تجمع المحتجون في الساحات والميادين الأساسية التي كانت بمثابة مراكز التظاهرات طيلة الشهور الماضية، في حين حملت سيارات مكبرات تدوي بالأغاني الوطنية والحماسية وجابت المناطق المختلفة.
ورفع المشاركون في المسيرات والتجمعات الاحتفالية ذات الشعارات والمطالب، سواء في جانبها السياسي أو الاجتماعي، بطلب تشكيل حكومة مستقلة بعيدا عن هيمنة القوى والتيارات والأحزاب السياسية، وتنفيذ إصلاحات ترسي مبدأ العدالة الاجتماعية وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي للمواطنين اللبنانيين، إلى جانب تنديد المشاركين في التحركات بالطبقة السياسية الحاكمة مُحملين إياها مسئولية الانهيار الذي يشهده لبنان.
وشهدت حركة السير في الشوارع والأوتوسترادات الرئيسية زحاما ملحوظا في ضوء التحركات الشعبية والارتكازات التي أقامتها القوى الأمنية والجيش اللبناني، تحسبا لوقوع أعمال شغب أو تفلت يُحدث اضطرابا في الشارع.
واندلعت انتفاضة 17 أكتوبر 2019 في لبنان في أعقاب اتخاذ مجلس الوزراء، في ذلك الوقت، قرارا بفرض رسوم مالية على الاتصالات التي تتم من خلال تطبيقات المكالمات على الهواتف الذكية، والتي تستخدم شبكة الإنترنت بنحو 6 دولارات شهريا.
ويعتمد اللبنانيون في اتصالاتهم اليومية بشكل رئيسي على برامج المحادثات عبر الإنترنت، ولاسيما تطبيق (واتس آب)، الذي يُستخدم بصورة شبه أساسية في المكالمات الهاتفية عوضا عن خدمات الاتصالات المحمولة الاعتيادية، في ضوء الارتفاع الكبير لأسعار خدمات الاتصالات في لبنان.
وشهدت الانتفاضة في أول يومين من اندلاعها أعمال عنف وشغب واسعة، قبل أن تتحول إلى مسيرات واعتصامات وتظاهرات حاشدة في عموم لبنان أدت إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء في ذلك الوقت سعد الحريري.