فاجأت رشيدة النيفر، المستشارة الإعلامية للرئيس التونسى قيس سعيد، متابعيها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بإعلان إغلاق حسابها الرسمى والعودة إلى حسابها الشخصى على الموقع الشهير، حيث كتبت تدوينه، قالت فيها: "أغلق اليوم هذا الحساب الرسمى لأعود لحسابى الخاص فمرحبا بكل صديقاتى وأصدقائى مجددا.. على العهد باقون".
فى المقابل، نشرت إذاعة "شمس أف أم" المحلية، تصريحات نسبتها إلى المستشارة الإعلامية للرئيس التونسى، قالت فيها، إن المستشارة الإعلامية المكلفة بالإعلام والاتصال السابقة لرئاسة الجمهورية رشيدة النيفر، قدمت استقالتها من منصبها صباح اليوم الجمعة، وأرجعت النيفر – حسب التصريحات المنسوبة لها عبر الإذاعة المحلية – أسباب الاستقالة لعدم رضاها عن طريقة العمل داخل الديوان الرئاسى.
لكن رئاسة الجمهورية التونسية، لم يصدر عنها حتى الآن أى تعليق بشأن إعلان المستشارة الإعلامية للرئيس التونسى، استقالتها، وفى السياق ذاته، أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "العين الإخبارية"، أن الخلاف بين الرئيس التونسى قيس سعيد، ومستشارته الإعلامية، بلغ مراحل متقدمة، جعلها لا تشرف على اجتماعاته الرسمية فى الفترة الماضية.
وتعتبر النيفر من الشخصيات المقربة للرئيس التونسى، بل يعتبرها مراقبون "حافظة أسراره" فى قصر قرطاج، ووفق المصادر نفسها، فإن الخلاف بين سعيد والنيفر التى تعتبر "ذراعه اليمنى"، يعود إلى اختلافات فى الرؤى حول التعديلات المتعلقة بقانون الإعلام بالبلاد.
ويعارض قيس سعيد التعديلات المقترحة على القانون من قبل الكتل الإخوانية، ويعتبر أنها تهدد الأمن القومى، ومؤخرًا، طرحت كتلة الإخوان بالبرلمان التونسى تعديلا لقانون الإعلام فى تونس، يقضى بإنشاء قنوات دون ترخيص مسبق، وهو ما يسمح لـ"داعش" والتنظيمات الإرهابية بشكل عام بإنشاء قنوات تلفزيونية.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن مستشارة قيس سعيد، كانت تساند قانون الإعلام المقترح من قبل الكتل الإخوانية، وهو ما أغضب الرئيس التونسى، فيما تتسم العلاقة بين سعيد والإخوان بالتجاذبات المفتوحة، حيث اتهم – ضمنيا - زعيم التنظيم بالبلاد راشد الغنوشى، بالوقوف وراء مؤامرات تحاك ضد تونس.
ورشيدة النيفر، البالغة من العمر 64 عاما، أستاذة فى القانون الدستورى، ورافقت سعيد فى رحلة التدريس الجامعى منذ بداية تسعينيات القرن الماضى، فى كلية الحقوق بتونس، قبل أن تنضم إلى حملته الرئاسية فى 2019.