حذر وزير الصحة اللبناني حمد حسن، من الخطورة الشديدة التي تتهدد المجتمع اللبناني جراء انتشار وباء كورونا، مشيرا إلى أن لبنان أمام "منعطف خطير للغاية واقترب من مشهد كارثي" وأن هناك حالات مصابة بالفيروس لا تجد أسرّة في العناية المركزة بالمستشفيات، الأمر الذي يقتضي اتخاذ قرارات شجاعة على مستوى البلد لمواجهة التفشي الوبائي.
وقال الوزير حسن – في تصريحات صحفية له اليوم – إن تجربة الإغلاق الجزئي، عبر إقفال بعض المناطق التي تشهد تفشيا للوباء، بددت هواجس اللبنانيين من الإغلاق الكُلي وتداعياته، غير أن نتائجها لم تكن مشجعة بسبب عدم تجاوب المواطنين مع إجراءات الإغلاق الجزئي ومتطلبات وإجراءات الوقاية.
وأضاف: "رفعنا توصية منذ شهر كلجنة علمية في وزارة الصحة بالإغلاق العام لمدة أسبوعين، وتبين أننا عاجزون كحكومة وكدولة، وخصوصا بعد وقوع انفجار ميناء بيروت البحري، عن تطبيقه، والنتائج كانت كارثية".. مشيرا إلى أن اللجنة العلمية ستجتمع غدا وسترفع توصيات لاتخاذ القرار الحكومي المناسب في مواجهة انتشار الوباء.
ودعا وزير الصحة جميع اللبنانيين إلى أن يكونوا على مستوى المسئولية، مشيرا إلى أن الذروة التي وصل إليها لبنان بانتشار الفيروس، غيرت أسلوب العمل في المواجهة باعتبار أن هذا الوباء يتخطى قدرة أي بلد حول العالم، وأنه بالإمكان العودة إلى السيطرة على الوضع الوبائي وعدم جعله يتفاقم إلى الأسوأ.
وتابع: "عندما يكون لدينا 6% من الأشخاص أظهرت الفحوص أنهم كانوا مصابين بكورونا وشفيوا من دون أن يعلموا، قد يكون هؤلاء الأشخاص قد نقلوا العدوى وهذا أمر خطير جدا ويحتم التعامل بمسئولية أكبر، واليوم نرى الوباء يخطف حياة شباب لأن هناك أحيانا بعض التلكؤ أو الاستهتار من الناس وحتى من بعض المصابين بالفيروس".
على صعيد متصل، وجّه نقيب أطباء لبنان شرف أبو شرف، نداء إلى اللبنانيين مطالبا منهم التعامل بكل جدية مع الواقع الوبائي لفيروس كورونا، والتشدد بتطبيق التدابير الوقائية المطلوبة من ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعي والغسيل المتكرر لليدين.
وناشد نقيب الأطباء – في تصريح له – جموع اللبنانيين عدم تعريض المجتمع إلى ما لا تحمد عقباه، وخصوصا أن طاقة المستشفيات على استيعاب مرضى كورونا بلغت حدها الأقصى، إضافة إلى أن الوضع الصحي والاستشفائي والمالي سيء للغاية، مشددا على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والخطيرة بأقل الأضرار والتكلفة الممكنة.