حمل خطاب الملك سلمان الذى ألقاه فى افتتاح الدورة الثامنة لمجلس الشورى رسائل للداخل والخارج، وفق ما أكدت صحيفة سبق، وجاء ليرسم ملامح السياستين الداخلية والخارجية، ويعكس مواقف المملكة إزاء أهم القضايا العربية والإقليمية والدولية والمتغيرات والمستجدات فى الإقليم والعالم.
وأكد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ، فإن الخطاب الملكى يُعد منهاج عمل وخارطة طريق للمجلس وأعضائه يستنير بها فى دراساته للموضوعات التى تندرج ضمن صلاحياته واختصاصاته وصولًا إلى القرارات الرشيدة التى تسهم فى الارتقاء بأداء الأجهزة الحكومية ومؤسساتها، وتطوير الأنظمة وتحديثها، كما يُعد الخطاب الملكى منهاج عمل أيضًا للأجهزة الحكومية فى الدولة، بما يحتويه من مضامين حكيمة يسترشد بها حول توجهات الدولة فى الداخل والخارج ورؤيتها فى الحاضر والمستقبل.
ومن بين النقاط التى تناولها الخطاب تشريف الله للمملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ولم يتأخر ملوكها السابقون حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمين، عن بذل الغالى والنفيس لإنجاز المشاريع التطويرية الكبرى خدمةً للحجاج والزوار والمعتمرين.
وقد اعتنت المملكة على مر التاريخ بتوسعة الحرمين الشريفين وخدمتهما، بالبذل السخى على مشاريعها، فقد اهتم ملوك الدولة السعودية منذ عهد الملك المؤسس، بخدمتها والقيام على رعايتها وتوسعتها؛ إذ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344هـ (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة فى مكة المكرمة، وبدأت مشاريع التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة مباشرة.
ففىعام 1354هـ (1935م) أمر الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه- بعمل ترميمات وتحسينات شاملة بالمسجد الحرام، وفى عام 1368هـ (1948م) أعلن عن عزمه توسعة المسجد النبوى الشريف، بعد أن ضاق على المصلين؛ فأضاف إليه مساحة إضافية لتزداد مساحته الكلية.
ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة فى العناية بالحرمين الشريفين، فأضيفت للحرم المكى ساحة أخرى فى عهد الملك سعود، وكانت تلك عمارة عظيمة لم يشهد الحرم المكى مثلها من قبل، وفى عهد الملك فيصل أضيفت التوسعة الجديدة، كما أضيفت توسعة أخرى فى عهد الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله، والآن فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
نجاح الحج وسط جائحة كورونا
وعلى الرغم من التداعيات الكبيرة التى خلّفتها جائحة كورونا على الصحة العامة، إلا أن المملكة لم تلجأ لخيار تعطيل الحج، وسعت لتأمين تنظيم الفريضة بأعلى درجة من الاحترافية وباتخاذ أقصى تدابير السلامة والوقاية؛ حيث نجحت فى الخروج بموسم آمن وصحى بفضل من الله.
وأنهت المملكة العربية السعودية موسم الحج بنجاح باهر؛ رغم الظروف الاستثنائية جراء جائحة فيروس "كورونا"، وأثارت التجربة التى قامت بها المملكة أشادات واسعة، وحتمًا ستترك بصماتها على تنظيم الحج فى المواسم المقبلة.
إحباط مؤامرات تحالف الشر
وأكد مراقبون من عدة دول، أن السعودية أبهرت العالم فى تنظيم الحج، ونجحت فى هزيمة فيروس كورونا، وأحبطت مؤامرات تحالف الشر الذى كان يتربص بها.