استضافت ساحة الحرية، في الخرطوم، اليوم الأحد، احتفالا شعبيا، حضره عشرات آلاف المواطنين، بمناسبة توقيع اتفاق السلام، وبالتزامن مع عودة قادة الحركات الموقعة على اتفاق السلام، في 3 اكتوبر الماضي، في جوبا، في خطوة تُمثل بداية تنفيذ الاتفاق.
وناشد الدكتور سليمان الدبيلو رئيس مفوضية السلام، في كلمة ألقاها خلال الحفل، المجتمع الدولي وأصدقاء السودان، دعم بناء السلام، لافتا إلى أن وجود قادة وشركاء السلام في الخرطوم اليوم، يمثل دلالة هامة في تاريخ السودان.
وأكد ضرورة العمل من أجل بناء سودان يتساوى فيه الجميع ويقوم على الوطنية والتجرد ونكران الذات، موضحا أن اتفاق جوبا للسلام انتزع حقوق الريف وأعادها لأهلها ليعزز النمو ويدفع عجلة الاقتصاد، واعتمد على التنوع الإثني والثقافي حفاظا على النسيج الإجتماعي الوطني.
من جانبه، أكد توت قلواك رئيس فريق الوساطة في مفاوضات السلام السودانية، مستشار رئيس جنوب السودان، أن السلام الذي تحقق بالسودان تحقق بصدق، معربا عن سعادته بوجوده في الخرطوم إحتفالا بوصول قادة "الجبهة الثورية" إليها.
وقال قلواك، في كلمته خلال الاحتفال، إن السلام في السودان لم يأت من فراغ، بل بذل فيه رجال جهد كبير في مفاوضات جوبا.
من جهته، قال رئيس حركة "جيش تحرير السودان" مني اركو مناوي، في كلمته في الحفل،: "جئنا اليوم للعمل مع الحكومة الانتقالية كفريق مشترك، ولترجمة اتفاق السلام على أرض الواقع، ولرفع الظلم والتهميش بجميع مناطق البلاد".
وأضاف: "علينا العمل على تحمل المسئولية وترك المشاكسات السياسية للعبور إلى الديمقراطية"، مشيرا إلى أن المحورالاقتصادي ارتكز على التنمية المستدامة لجميع المناطق المتأثرة بالحروب، وتطوير تلك المناطق بجانب الاهتمام بتعليم أبناء اللاجئين.
وأوضح أن المرحلة القادمة تُركز علي تفعيل المؤسسات دستوريا، لتأسيس حكم راشد للحاق بركب الدول المتقدمة واعتماد المواطنة أساسا للحقوق والواجبات والتوظيف .
ودعا رئيس "الحركة الشعبية – جناح الحلو" عبدالعزيز الحلو، ورئيس حركة "تحرير السودان – جناح نور" عبدالواحد محمد نور، إلى اللحاق بركب السلام لتحقيق السلام الشامل والكامل.
من جانبه، شدد الهادي ادريس رئيس "الجبهة الثورية" رئيس حركة "جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي"، على أن اتفاق سلام جوبا هو سلام لكل أهل السودان، حيث عالج قضايا أساسية تاريخية، خاصة الأقاليم المتأثرة بالحرب والأقل نموا.
وناشد أدريس، في كلمته خلال الحفل، كل القوى السياسية للاتحاد والتعاضد من أجل حماية السودان من الانزلاق، مبينا أن اتفاق جوبا يؤسس لدولة جديدة وعقد اجتماعي جديد.
وشدد على ضرورة فرض هيبة الدولة ومنع التفلتات الأمنية، مناشدا كل الحركات المسلحة، عدم استخدام السلاح إلا وفق القانون.
من جهته، دعا إبراهيم الشيخ ممثل قوي إعلان "الحرية والتغيير" (الحاضنة السياسية للحكومة السودانية)، في كلمته خلال الاحتفال، إلى استشعار المسئولية الوطنية لتخفيف معاناة الناس والسير في اتجاه مصالح المواطنين وإزالة آثار الدولة العميقة والمصالح الضيقة، لافتا إلى أن المحافظة على السلام هى التحدي الأعظم على عاتق الحكومة.
وأكد أن "السلام المستدام ليس اتفاقا يبرم بل هو التزام دائم، ومسئولية مشتركة"، متعهدا بدعم قوى "الحرية والتغيير" عملية السلام.