حذر كبير وفد التفاوض عن جبهة البوليساريو مع المغرب، خطري أدوه، الاثنين أن "الحرب ستستمر" طالما تهربت الأمم المتحدة من مسئولياتها وتنصلت من الإقرار بأخطاء الماضي ولم تضغط على المغرب كي يقبل بالشرعية الدولية واتفاقات 1991.
كما أشار رئيس البرلمان الصحراوي سابقا إلى أن النزاع المسلح "لن يتوقف عند السياج الفاصل وسيمتد إلى كافة أراضي الصحراء الغربية"، خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة (إفي) بمخيمات اللاجئين التي أنشئت قبل 45 عاما في منطقة تندوف الجزائرية.
وألقى أدوه باللوم على الرباط في مسألة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل 29 عاما بسبب هجومها الجمعة على مجموعة من النشطاء الصحراويين الذين كانوا يعرقلون حركة المرور في معبر الكركرات الواقع بمنطقة عدم التدخل التي تفصل موريتانيا عن الأراضي التي يسيطر عليها المغرب في المستعمرة الإسبانية السابقة.
وردت جبهة البوليساريو على هذه العملية بسلسلة من الهجمات استهدفت مواقع مغربية في السياج المذكور، مؤكدة أن عملياتها استمرت على مدار الأيام الثلاثة الماضية وأسفرت عن "سقوط قتلى في صفوف العدو"، الأمر الذي تكذبه الرباط، ولم يتسن لأي مصادر مستقلة تأكيده أو نفيه.
وقال خطري "دخلنا في مرحلة جديدة قبل نحو ثلاثة أيام بسبب الموقف الذي يتخذه المغرب بإنهاء وقف إطلاق النار. نحن في حالة حرب، اضطررنا لهذا القرار".
وأوضح رئيس الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية مؤقتا بعد وفاة مؤسسها محمد عبد العزيز في 2016 "بدأنا الأنشطة العسكرية: ضرب المغاربة والجدار الدفاعي المغربي الذي يمر عبر الصحراء الغربية من الشمال إلى الجنوب. رد المغاربة أيضا بالسلاح وهو ما يعني مرحلة جديدة تماما وتمهد الطريق لأن تأخذ الأمور منحى مختلف. وهكذا أظهرنا نحن الشعب الصحراوي اتحادا وحراكا واستعدادا تاما لمواصلة الكفاح المسلح".
وشدد خطري على أن الشعب الصحراوي تحلى بالصبر لما يقرب من ثلاثة عقود، وأن الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو فعلتا كل ما بوسعهما لاحتواء السخط.
وتابع "لكن المغرب للأسف شعر بالحصانة نظرا لعدم جدية مجلس الأمن وعدم وجود موقف حاسم من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة. يفعل المغرب ما يشاء أو لا يفعل دون أن يسأله أحد".
وفي هذا السياق، وجه المسئول الصحراوي أيضا انتقادات حادة لبعثة الأمم المتحدة لاستفتاء الصحراء الغربية (مينورسو)، معتبرا أنها لم تنجح فقط في تنفيذ مهمتها، بل وتقلصت قوتها خلال الأعوام المنصرمة نتيجة لما وصفه بـ"مناورات الرباط".
كذلك، هاجم الأمانة العامة للأمم المتحدة بسبب "عدم نقلها لمجلس الأمن بوضوح أن هناك تخوفات حقيقية جراء الوضع الراهن، الجمود التام"، علاوة على السماح ومنذ عام على الأقل باستقالة المبعوث الأمم الخاص للصحراء، هورست كولر، وبالتالي "لم يعد ثمة أحد يدفع العملية السياسية".
وكانت جبهة البوليساريو قد أعلنت السبت أن وحدات من جيش التحرير الشعبي الصحراوي قد "هاجمت قواعد ونقاط دعم وإمدادات للعدو، ووجهت ضربات قاسية للجيش المغربي" الذي تعرض إلى "خسائر بشرية" على حد قولها.
وتفاقم التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ نحو ثلاثة أسابيع عندما حاصر مئات الصحراويين معبر الكركرات الحدودي الذي يربط موريتانيا بالأراضي الصحراوية.
وأعلن الأمين العام لجبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إبراهيم غالي السبت أنه يعتبر وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب عام 1991 قد خرق، وحمل الرباط المسؤولية عن عواقب ما حدث.