أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس، أن الصعوبات والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة، لا تزال على حالها، وأن الملف الحكومي أصبح يدور في حلقة مفرغة من الانسداد السياسى، رغم التكلفة العالية على الاقتصاد اللبناني.
وأبدت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) تخوفا من تأخير تشكيل الحكومة الجديدة إلى ما بعد نهاية السنة الحالية، في ظل معطيات تفيد أن عملية التأليف الحكومي قد تكون خرجت واقعيا عن إطار المساعي المعروفة لفرض الشروط والمكاسب السياسية فقط، واتجهت نحو ربط المسار الحكومي اللبناني برمته بالمرحلة الانتقالية الأمريكية والإقليمية وذلك رغم نفي القوى المعنية بهذا الربط لهذه الأبعاد.
وأشارت الصحف إلى أنه لا يوجد ما يبشر بإنجاز تشكيل الحكومة الجديدة في المدى المنظور، وأن الأمر يبدو سيستغرق فترة طويلة وسط خشية من أن تترافق فترة الانتظار مع جو سياسي تصعيدي.
وأوضحت أن اللقاءات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، تدور في حلقة مفرغة وأصبحت تنتقل من نقطة خلافية إلى أخرى، من دون أن يتوصلا حتى الآن إلى تضييق مساحة الاختلاف بينهما حول أي منها، لافتة إلى تبني "عون" مطالب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل التعجيزية كأحد الشروط الأساسية لتسهيل ولادة الحكومة، الأمر الذي لا يساعد في حدوث تقدم في عملية التأليف.
ولفتت إلى أن المسائل المتعلقة بحجم الحكومة والتمثيل الوزاري للطائفتين الشيعية والدرزية أصبحت في حكم المحسومة، غير أن "العقدة المستعصية" ونقطة الخلاف الجوهرية بين طرفي التأليف (عون والحريري) تتعلق بحجم الحصة الوزارية لفريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وحول من يسمي الوزراء المسيحيين ضمن هذه الحصة.
وأضافت أن مسألة "الثُلث الوزاري المعطل" داخل الحكومة لم تُحسم حتى الآن، وأنه على الرغم من الاتفاق المبدئي على تشكيل حكومة من 18 وزيرا غير أن هناك ثمة احتمال بتوسعتها إلى 20 أو 22 أو 24 وزيرا، فضلا عن عدم الاتفاق النهائي على مصير الحقائب الخدمية على صعيد التوزيع السياسي مع اتفاق مبدئي على توزيعها طائفيا.