قال الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، إن الاستقلال من دون سيادة الدولة وحرية مواطنيها هو استقلال منقوص، مؤكدا أن السيادة لا تتحقق إن لم تُمسك القوات المسلحة الشرعية بحصرية السلاح، وتُصبح الناظمة الوحيدة للقدرات الدفاعية والضابطة لأجوائها وبحرها وحدودها، تحت إشراف السلطة السياسية.
جاء ذلك في المقال الافتتاحي لصحيفة (النهار) اللبنانية بعددها الصادر اليوم والذي كتبه الرئيس اللبناني السابق تحت عنوان (من لبنان الكبير إلى الاستقلال المنقوص) بمناسبة حلول الذكرى الـ 77 لاستقلال البلاد.
وشدد سليمان على أن الاستقلال لن يستقيم بمنطق الاستقواء بالخارج، ولا بالرهانات المتناقضة على الأوضاع الخارجية، بل ستتعثر مسيرته إذا أصبح الوطن ساحة مفتوحة أمام الصراعات الخارجية والتدخل الأجنبي وتبادل الأوراق الإقليمية، حيث لا يكفي وقف حروب الآخرين على أرضه، وإنما يجب أيضا منع قتال اللبنانيين أو اقتتالهم خارج حدود الوطن أو من أجل الخارج لمصالح وقضايا غير لبنانية.
وأضاف "السيادة لن تترسخ إن لم تتبن الدولة سياسة داخلية وخارجية تراعي مصلحة شعبها، وتنسجم مع ثوابت الميثاق الوطني ومقتضيات العيش المشترك، وتعتمد التحييد عن صراعات المحاور الإقليمية وما أكثرها".. متابعا "أما الحرية فهي حرية الانعتاق من كل سيطرة أو تبعية أو احتلال، والابتعاد عن لعبة الأمم وعدم السماح بجر البلاد إلى أتون النزاعات الإقليمية.. والاستقلال يكمن في حرية الأفراد بالتعبير والتنقل، وتكافؤ الفرص وممارسة الشعائر والتقاليد، والتحرر من التزلّم وصون الحق بعدالة القضاء المستقل وليس بسطوة السلاح وتسلط المسئول".
وأكد الرئيس اللبناني السابق أن الاستقلال يتطلب الانتقال من واقع السلطة إلى واقع الدولة، معتبرا أن لبنان ليس في عيد هذا العام ولم يكن كذلك في الأعوام الماضية، حيث يكاد يفقد هويته بعد فقدانه سيادته وحريته.. متسائلا "كيف يتآلف الانفتاح والحوار مع سياسات العزل والهمجية والقهر والتطرف ومع أي فكر شمولي أو أحادى".