قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسون، إن الجولة الرابعة من المحادثات بين الأطراف السورية التي تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف، يمكن أن تشكل فرصة "للتركيز بشكل أكبر" على إيجاد حل سياسي سلمي لإنهاء ما يقرب من عقد من الصراع.
وأعلن بيدرسون عن استئناف المحادثات في جنيف بعد مناقشات مكثفة مع السلطات السويسرية، والسلطات الصحية السويسرية، ومع مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وبالطبع بالتعاون مع الوفود الثلاثة ويستمر الاجتماع الذي ينطلق اليوم الاثنين لمدة أسبوع. وأوضح المبعوث الأممي أن الرئيسين المشاركين اتفقا على مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية. بينما تكون المسائل الدستورية على جدول الأعمال في اجتماع خامس في العام الجديد.
وقال بيدرسون في مؤتمر افتراضي عبر الانترنت : "ستتم متابعة الاجتماع الرابع بجلسة خامسة في يناير القادم تركز على المبادئ الدستورية، أو المبادئ الأساسية للدستور، لذلك من الواضح أن هذه حزمة".
وأضاف بيدروسون يشارك في المناقشات في المدينة السويسرية عدد متساوٍ من المندوبين من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، الذين يبلغ مجموعهم 45 مندوبا ويُعرفون باسم "الهيئة المصغرة".
وتعمل الهيئة المصغرة عن كثب مع لجنة دستورية أكبر تضم 150 عضوا والتي تُعدّ جزءا أساسيا من جهود الأمم المتحدة من أجل إنهاء الصراع المدمر في البلاد بملكية وقيادة سورية.
ولفت تقرير الأمم المتحدة أنه شهد الصراع السوري فرار أكثر من خمسة ملايين شخص عبر الحدود، ونزوح ستة ملايين داخليا. ونتيجة هذا الصراع أصبح 13 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وشدد بيدرسون على أن ملايين السوريين الذين يعانون، يعوّلون على التقدم الذي يتم إحرازه، كما هو مفصّل في قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتسوية السياسية للصراع السوري.
وقال بيدرسون: "كنا نأمل في إحراز المزيد من التقدم على الجانب السياسي أكثر مما أحرزناه حتى الآن"، وأعرب عن أمله في استمرار الهدوء النسبي في سوريا الآن "رغم كل الانتهاكات اليومية"، والتركيز بشكل أكبر على العملية السياسية وجميع عناصر قرار مجلس الأمن 2245.
وقبل التوجه إلى جنيف، أجرى بيدرسون في مصر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ومع وزير الخارجية المصري في القاهرة، كما أجرى محادثات مع المسؤولين في موسكو وطهران والرياض.
وعن أهمية ذلك، قال بيدرسون: "إننا نريد أن نرى تقدما في اللجنة الدستورية التي يقررها بالطبع السوريون أنفسهم، ولكن من المهم أن يكون أيضا لدينا دعم دولي واضح للعمل الذي نقوم به، ويسعدني أن أقول إنه كان في المتناول".