شهدت أسعار العملة اليمنية (الريال) تهاوياً غير مسبوق أمام العملات الأجنبية، وسط تحذيرات اقتصادية ومطالب للحكومة بالتدخل الفورى، وعلى وقع التهاوي لسعر العملة، أعلنت جمعية الصرافين اليمنيين في العاصمة المؤقتة عدن عن إغلاق كافة شركات الصرافة ابتداء من أمس (الخميس) في مسعى منها للحد من استنزاف ما تبقى من العملات الصعبة في السوق المصرفية.
وبحسب بيان للجمعية، أشارت إلى أن قرار إغلاق شركات الصرافة يأتي اقتضاء لمصلحة البلد، ووفق توجيهات الجهات ذات العلاقة والمختصة، وقالت إن عملية الإغلاق لشركات ومؤسسات القطاع المصرفي ستستمر حتى إشعار آخر.
وقال مصرفيون في عدن ومناطق أخرى غير خاضعة للميليشيات الحوثية لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن استمرار انهيار سعر الريال أمام العملات الأخرى ينذر بكارثة إنسانية؛ خصوصاً أن هذا الانهيار يرافقه ارتفاع موازٍ لأسعار السلع الأساسية.
ومع تفاوت طفيف في الأسعار بين المناطق المحررة، اقترب الدولار الأميركي أمس (الخميس) من كسر حاجز 900 ريال، في حين يتعدى بقليل 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، ويقول خبراء اقتصاديون إن انقسام القطاع المصرفي بين مناطق الشرعية والحوثيين تسبب في تهاوي العملة، لجهة منع الجماعة تداول الطبعات الجديدة من النقود في مناطق سيطرتها وهيمنتها على مقرات المصارف في صنعاء، واستنزافها للعملات الصعبة من مناطق سيطرة الشرعية.
جاءت هذه التطورات في وقت يأمل فيه اليمنيون أن ينجح الفرقاء السياسيون الموالون للشرعية في الإسراع بإعلان الحكومة الجديدة، والبدء في تنفيذ خطة طارئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد، عبر إصلاحات فاعلة.