فتكت الحرب اليمنية والانتهاكات التى تُقدم على تنفيذها مليشيات الحوثيين ضد المدنيين، بمصير الملايين من أبناء الشعب اليمني، ولا شك أن الأطفال والنساء كان لهم النصيب الأكبر من المعاناة اليمنية، فتارة يتم تجنيدهم للقتال جبرا فى صفوف الحوثيين، وتارة أخرى يسقطون ضحايا الانتهاكات وزرع الألغام وسط القرى والمدن اليمنية.
وخرجت أم يمنية تدعى نظيرة على كراشى، لتروى معاناتها ووفاة طفلها عمار عكاشة بسبب ألغام الحوثيين فى اليمن، حيث توفى الطفل عمار عكاش حين ذهب لرعى الاغنام قرب بيته أمام عينى امه، فانفجر لغم زرعه الحوثيون فيه ليمزق جسد عمار بالكامل.
فقدت الوعي لحظة الانفجار من هول الصدمة.. أم عمار اليمنية التي فقدت ابنها أمام عينيها بلغم حوثي تروي تفاصيل أصعب لحظة في حياتها#العربية pic.twitter.com/Zaca2eO1BR
— ا لـ ـعـ ـر بـ ـيـ ـة (@AlArabiya) December 3, 2020
وقالت نظيرة على كراشى، فى تقرير لقناة العربية، "ابنى عمار خرج فى الصباح باكرا وخرج ليرعى الغنم وانفجرت به العبوة أمامنا ومزقته إلى اشلاء، ولم تبقى حتى على أثر لثيابه بالقرب منا بجانب البيوت، وبعدها فقدت الوعى ولم اعرف ما الذى حصل لى".
وتساءلت الأم اليمنية المكلومة: "ما ذنبنا نحن؟ والشخص منا يخرج للرعى ويكون معه رأس أو رأسين غنم يجد اللغم انفجر به، ما ذنبنا ليأتى الحوثى ليزرع العبوات والالغام بجوار بيوتنا ومراعى مواشينا؟ وايه ذنب الاطفال والفتيات والرجال؟ ونحن نرعى ونعمل فى قرانا ولا نذهب أو نعمل بأى مكان اخر".
وقبل ذلك، وصفت الأمم المتحدة المجزرة التى ارتكبتها ميليشيات الحوثى الانقلابية فى محافظة الحديدة (غربى اليمن) والتى راح ضحيتها 14 مدنياً بأنه "هجوم مروع وخرق واضح للقانون الإنسانى الدولى".
ونقلت قناة "العربية" قبل أيام عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة فى اليمن بالإنابة ألطاف موسانى فى بيان قوله إن: "هذا الهجوم على النساء والأطفال غير مقبول وغير مبرر"، معبرا عن أحر التعازى لأسر أولئك الذين لقوا حتفهم، ومتمنياً للمصابين الشفاء العاجل، وأضاف: "يجب على أطراف النزاع إيجاد طريقة للعمل من أجل السلام المستدام ومنع المزيد من البؤس وإنقاذ الأرواح".
وأوضح المسؤول الأممى أن "ملايين اليمنيين عاشوا معاناة لا يمكن تصورها لما يقرب من ست سنوات نتيجة لهذا الصراع، وبينما ترتفع معدلات انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية، تلوح المجاعة فى الأفق، ولا تزال الاستجابة الإنسانية تعانى من نقص التمويل بشكل كبير".