قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إن حياد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يشكل ركيزة أساسية لاستقلال البلاد وضرورة وطنية للاستقرار السياسي وتحقيق النمو الاقتصادي وحماية وحدة لبنان والشراكة المسيحية - الإسلامية المتصدعة بسبب حروب المنطقة.
وأشار بطريرك الموارنة – في كلمة له اليوم خلال حضوره ندوة طلابية – إلى أن فترات الرخاء التي عاشها لبنان في السابق، كان سببها الرئيسي البقاء على الحياد من صراعات المنطقة والعالم، لا سيما في ضوء طبيعة النظام اللبناني التعددي والثقافي والديني والذي يجعل لبنان مكانا للتلاقي والحوار والتعايش المسيحي والإسلامي.
وأشار إلى أن القوى السياسية اللبنانية شوهت جوهر الدولة اللبنانية القائم على الانتماء إلى المواطنة، وبوصفها دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة وتعتمد الديمقراطية كنظام للحكم وتُعلي من مبادىء الحريات العامة والانفتاح على الدول، وذلك عبر ممارسات طائفية مارستها تلك القوى.
وأضاف: "الحياد يعصم لبنان عن التداعيات الخطيرة للصراعات المحتدمة في المنطقة. للبنان وضع خاص باعتباره في وضع نزاع مع إسرائيل، ولكن حياده يحول دون تحويله إلى ساحة نزاع للدول على أرضه، والحياد يجب أن يكون ناشطا، بمعنى عدم دخول لبنان في أحلاف ومحاور وصراعات إقليمية أو دولية، ومنع أي تدخل إقليمي أو دولي في شئونه أو استخدام أراضيه".
وشدد على ضرورة تعزيز الدولة اللبنانية من خلال إقامة جيش قوي، ومؤسسات تخضع للقانون، ووحدة داخلية تمكن لبنان من مواجهة أي خطر من قبل أي دولة.