أكد سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى المكلف بتشكيل الحكومة، أن اللقاء الذى جمعه مع الرئيس البنانى ميشال عون، كان إيجابيا، فيما يخص تشكيل الحكومة، قائلا:"اللقاءات ستكون متتالية للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد".
وقال الحريرى فى تغريدات عبر حسابه الرسمى بتويتر:"اللقاء مع الرئيس ميشال عون كان إيجابياً وقررنا الاجتماع غداً ولكن لن نعلن عن الوقت لدواعٍ أمنية،اللقاءات ستكون متتالية للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد".
ومن جهته، قال حسين الوجه المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء اللبناني المكلف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريرى، إن الأخير اعتمد في وضع التشكيل الحكومي على معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والاختصاص، بعيدا عن الانتماءات الحزبية والمحاصصة و"الثُلث الوزاري المعطل".
وأكد الوجه - في تصريح - عدم صحة ما ذكره أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية من أن "الحريري" يرفض منح الرئيس اللبناني ميشال عون وزارتي العدل والداخلية داخل الحكومة الجديدة المقبلة، خشية تعرضه والمقربين منه لـ"السجن" على خلفية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزى والتحقيقات الجارية فى شأن انفجار ميناء بيروت البحرى.
وأضاف: "هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا، ويبدو أن البعض الذى طالته العقوبات فى ملفات الفساد أصبح مسكونا بهاجس السجن حتى أصبح يتخيل أمورا لا وجود لها سوى فى عقله الإلغائي". فى إشارة إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذى تعرض مؤخرا لعقوبات أمريكية لاتهامه بارتكاب وقائع فساد مستغلا المناصب الوزارية التى تولاها فى الحكومات اللبنانية المتعاقبة.
وتشهد العلاقة بين تيار المستقبل برئاسة الحريري والتيار الوطني الحر برئاسة باسيل، توترا كبيرا وحروبا كلامية متبادلة بين الحين والآخر من قبل قادة الفريقين السياسيين فضلا عن البيانات والبيانات المضادة على خلفية التباينات الواسعة إزاء عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وآخرها اليوم حينما حمّل التيار الوطني الحر رئيس الوزراء المكلف المسئولية عن تأخير التأليف الحكومي بدعوى "إصراره على تجاوز رئيس الجمهورية كشريك وعدم اعتماد معايير واحدة في التعامل مع الفرقاء السياسيين والقفز فوق التوازنات بين المسلمين والمسيحيين".
وعقّب تيار المستقبل، معتبرا أن عبارة المعايير الواضحة تستهدف تشكيل حكومة تلتف على المبادرة الإنقاذية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم ومساندة لبنان، متهما التيار الوطني الحر بشن "حملات طائفية" تزعم أن الحريري يصر على تسمية الوزراء المسيحيين، وأن تلك الحملات تستهدف في حقيقتها حصول التيار على الثُلث المعطل في الحكومة المقبلة.
يذكر أن عددا من القوى السياسية الرئيسية في لبنان - ومن بينهم الحريري - يُحمل الرئيس ميشال عون وفريق السياسي (التيار الوطني الحر) المسئولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أن "عون" يطرح تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية وأن يمسك فيها التيار الوطني الحر بالثُلث الوزاري المعطل.
وكان الحريري قد قدّم قبل نحو 10 أيام للرئيس اللبناني تشكيلة حكومية كاملة تضم 18 وزيرا، قال إنهم جميعا من أصحاب الاختصاص (خبراء) والكفاءة وبعيدين عن أي انتماء حزبي، ومن بينهم أسماء سبق واقترحها الرئيس ميشال عون، وأن الأخير وعده بدراسة التشكيلة الحكومية المقترحة على أن يكون هناك لقاء آخر يجمعهما.
وكُلف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري برئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة للبنان، في ضوء ما أسفرت عنه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت في 22 أكتوبر الماضي، وأفضت إلى اختيار 65 نائبا من أصل 120 عضوا بمجلس النواب لـ "الحريري" لتولي المنصب.