قال رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريري، إنه سيعمل مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ومن خلال لقاءات متتالية ستجمعهما فى غضون الأيام القليلة المقبلة، على الخروج بصيغة لتشكيل الحكومة الجديدة قبل فترة أعياد الميلاد المجيدة.
وأشار الحريرى – فى تصريح صحفى مقتضب عقب لقاء عقده عصر اليوم الثلاثاء، مع الرئيس اللبنانى ميشال عون بقصر بعبدا الجمهورى – إلى أن اللقاء الذى عُقد اليوم مع رئيس البلاد كان إيجابيا على نحو حقيقى وساده الانفتاح، وأنهما قررا أن يعقدا اجتماعا ثانيا فى الغد فى سبيل العمل على الانتهاء من الملف الحكومي.
وبدت "حالة الارتياح" واضحة على الحريرى خلال التصريح الصحفى المقتضب الذى أدلى من القصر الجمهوري، وذلك على عكس اللقاءين الأخيرين اللذين عقدا فى 7 و9 ديسمبر الجارى وظهر خلالهما الحريرى فى حالة من الامتعاض والتجهم عقب الاجتماعين مع الرئيس اللبنانى ميشال عون، على نحو يشى بقرب حدوث انفراجة فى مسار تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الحريرى قد قدّم فى 9 ديسمبر الجارى للرئيس اللبنانى تشكيلة حكومية كاملة تضم 18 وزيرا، قال إنهم جميعا من أصحاب الاختصاص (خبراء) والكفاءة وبعيدين عن أى انتماء حزبي، بما يجعلها قادرة على انتشال البلاد من الأزمات والفوضى والمضى قدما فى مسار الإصلاحات على نحو من شأنه أن يجعل المجتمع الدولى يعاود دعم لبنان.
وانقطع التواصل بين عون والحريرى منذ ذلك الوقت، كما اندلع اشتباك سياسى حاد تخللته سجالات وحروب كلامية بين رئيس الجمهورية وفريقه السياسى (التيار الوطنى الحر) من جهة، ورئيس الوزراء المكلف وتيار المستقبل من جهة أخرى، على خلفية التباين إزاء الأحجام وعملية تسمية الوزراء داخل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية على الطوائف.
ويشهد لبنان منذ أكثر من 4 أشهر فراغا حكوميا بعد أن تقدمت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب باستقالتها فى 10 أغسطس الماضي، على وقع تداعيات الانفجار الذى وقع بميناء بيروت البحرى وتسبب فى حدوث دمار كبير بالعاصمة بيروت، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية.
وكُلف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريرى برئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة للبنان، فى ضوء ما أسفرت عنه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التى أجريت فى 22 أكتوبر الماضي، وأفضت إلى اختيار 65 نائبا من أصل 120 عضوا بمجلس النواب لـ "الحريري" لتولى المنصب.