أكد الرئيس التونسى، قيس سعيد، أن الوضع الدولى الراهن الذى يتسم بتنامى التحديات والتهديدات الأمنية والتنموية والصحية، يستدعى من مجلس الأمن اعتماد مفهوم أشمل للأمن الدولي، يعتمد على التداخل والتفاعل بين عوامل الهشاشة من ناحية، والعنف والنزاعات المسلحة من ناحية أخرى.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس التونسي، لدى ترؤسه، اليوم الأربعاء عن بعد، اجتماعًا مفتوحًا رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي، حول "تحديات حفظ السلم والأمن الدوليين فى السياقات الهشة".
وأضاف سعيد أنه رغم أهمية الدور الذى يقوم به الاتحاد الأفريقى والجهود المبذولة للمساعدة على تجاوز هذه الأوضاع على غرار مبادرة "إسكات البنادق فى أفريقيا"، إلا أن منظمة الأمم المتحدة مطالبة بالمساهمة الفاعلة فى معالجة الأسباب العميقة للهشاشة المهددة للأمن والسلم والمؤدية إلى العنف وتفشى النزاعات فى العالم.
ودعا كل أطراف النزاعات بالعالم، للاستجابة لنداء الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بوقف كافة أشكال الاقتتال، والامتثال للقرار رقم 2532 الذى اعتمده مجلس الأمن بالإجماع يوم 1 يوليو 2020 بمبادرة من تونس وفرنسا من أجل التصدى لجائحة "كورونا"، مؤكدًا التزام تونس بمواصلة خدمة السلم والأمن والتنمية المستدامة، من أجل تحقيق التطلعات المشروعة لكل الشعوب فى الأمن والعدل وفى مقدمتها الشعب الفلسطيني.
وتطرق الرئيس التونسي، فى كلمته، إلى تداعيات جائحة "كورونا" على العالم والتى ما تزال مستمرة، مجددًا الدعوة إلى تعزيز التعاون الدولى فى مجابهة هذا التهديد غير المسبوق، الذى يضع العالم بأسره فى سياق من الهشاشة، وذلك وفق رؤية تقوم على التضامن الإنسانى الحقيقى وتستوعب كل عوامل تغذية الصراعات وإطالة أمدها، مشددًا على حتمية أن تكون التلاقيح والأدوية المحتملة لهذه الجائحة متاحة للجميع.