ست سنوات مرت على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي قاد مسيرة من الإنجازات لا تزال حاضرة، ورحلة عطاء ثمارها باقية حتى كتابة هذه السطور، بخلاف ما قدمه لصالح أمته العربية والإسلامية من مواقف داعمة على صعيد السياسة والاقتصاد وأمام مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
وشهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبد الله بن عبدالعزيز فى 26/6/1426هـ العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة فى مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل فى مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل فى بناء الوطن وتنميته، مما يضعها فى رقم جديد فى خارطة دول العالم المتقدمة فقد تجاوزت فى مجال التنمية السقف المعتمدة لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التى حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية فى عهد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العديد من الانجازات المهمة منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فى رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية فى حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالى بمدينة الرياض.
وخطت مسيرة التعليم خطوات متسارعة إلى الأمام حيث وجهت المملكة نسبة كبيرة من عائداتها لتطوير الخدمات ومنها تطوير قطاع التعليم ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند ما تم تحقيقه من منجزات تعليمية شاملة.
وحينما رحل الملك عبد الله ، كانت المملكة تعيش نهضة تعليمية شاملة توجت بإحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطى احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها 701.681 وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فى هذه الجامعات 30.246 أستاذا للعام الدراسى 1428 / 1429 هـ , اضافة الى 32 ألف مدرسة للبنين والبنات ارتفع أجمالى عدد طلبتها إلى أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم فى أكثر من 32 ألف مدرسة ويقوم على تعليمهم أكثر من 426 ألف معلم ومعلمة. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حينها تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز فى بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر النانو.
ومثلت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ورئاسته مجلس أمنائها مرحلة جديدة من مراحل التعليم فى واستجابة طبيعية للتحولات النوعية الماثلة فى مجال تحديث البرامج التربوية والتعليمية.
وقبل رحيل الملك عبد الله، أقر مجلس الوزراء فى جلسته التى عقدها فى 24 محرم 1428هـ مشروع الملك عبدلله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام الذى يعد نقلة نوعية فى مسيرة التعليم فى المملكة العربية السعودية، فهو مشروع نوعى يصب فى خدمة التعليم وتطوره فى المملكة لبناء إنسان متكامل من جميع النواحى الاجتماعية والنفسية.