يقتراب مسبار الأمل الإماراتى من مدار المريخ بعد 7 شهور من رحلته في الفضاء العميق، وقطع مسافة 493.5 مليون كيلومتراً، وتترقب الامارات والعالم كله عملية وصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر والدخول إلى مداره في تمام الساعة 7:42 دقيقة (بتوقيت الإمارات).
وبحسب وسائل اعلام اماراتية، الوصول ليس نهاية الرحلة بل هو بداية لأخطر مراحل مهمة المسبار وأكثرها دقّة، نظراً لكونها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة المسبار الذي تم تصنيعه بالكامل ولم يتم شراء أي جزء منه.
وبمجرد أن تدخل المركبة مدارًا حول المريخ، فإنها ستتواصل مع الأرض من خلال محطة أرضية في إسبانيا، ويستغرق وقت الضوء في اتجاه واحد بين المريخ والأرض ما بين 10 و11 دقيقة، لذلك ستتأخر الإشارة قليلاً.
إذا نجحت مهمة مسبار الأمل ستصبح أول مهمة إلى المريخ تقوم بها دولة عربية ومسلمة، وهذا لا يمثل إنجازاً تاريخياً كبيراً فحسب، ولكنه يعد حافزاً كبيراً أيضاً وطموحاً يستحق العناء والاجتهاد والمثابرة.
وسافر المسبار فى الفضاء العميق بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلو متر فى الساعة، طوال نحو 7 أشهر، منذ انطلاقه من قاعدة تاناغاشيما الفضائية فى اليابان فى 20 يوليو 2020، قاطعاً نحو 493 مليون كيلومتر.
وينتظر "مسبار الأمل" عند دخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ، واحداً من أصعب التحديات التي مر بها، ويتلخص في أن المسبار المنطلق في الفضاء بسرعة 121 ألف كيلومتر في الساعة عليه أن يقوم ذاتياً بإبطاء سرعته إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك في خلال 27 دقيقة تعرف باسم "الـ27 دقيقة العمياء"، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة "دلتا في" المزود بها المسبار.
وخلال هذه الدقائق الحرجة سيكون الاتصال متأخراً بمركز التحكم فى المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي، وعليه أن يقوم بهذه العملية ذاتياً، كما عليه أن يقوم وحده أيضاً بالتغلب على ما قد يواجهه من تحديات أثناء هذه الدقائق التى ستحدد مصير 7 سنوات قضاها فريق المشروع في العمل بدأب ومثابرة في تصميم وتطوير وبناء وبرمجة المسبار، حتى يكون جاهزاً لمجابهة هذا التحدى وتخطى هذه الدقائق الـ27 العمياء، كما فعل مع ما واجهه طوال رحلته المريخية من تحديات.
وتزداد صعوبة هذه المرحلة في كون الاتصال سيكون متأخراً بين مركز التحكم والمسبار، ومن هنا جاءت تسمية هذه الدقائق الـ27 بـ"العمياء"، حيث أن المسبار وبلا تدخل بشري سيعالج كافة تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال وجود أي أعطال فنية في أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.
وتستمر مهمة المسبار طوال سنة مريخية كاملة تبلغ بحسابات الأرض 687 يوماً، يجمع فيها أكثر من 1000 جيجابيت من البيانات التى سيتم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.