قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن من ينتظر تشكيل حكومة جديدة فى لبنان كمن ينتظر السراب، ورأى جعجع أن لبنان أمام خيارين للأزمة الحكومية القائمة منذ حوالي أربعة أشهر، أي منذ تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري، إما أننا سنكمل على هذا الشكل من دون حكومة، أو في حال تشكلت حكومة، فلن تختلف عن المخاض الذي عاشته قبل ولادتها. فلنعتبر أن ما يحصل اليوم في عملية التشكيل سيطبق ذاته على طاولة مجلس الوزراء، في كل جلسة ستعقدها هذه الحكومة. وبالتالي من ينتظر الحكومة كمن ينتظر السراب"، مجددا التأكيد أنه "إما لا حكومة وإما ستكون حكومة بلا نتيجة، وفي كلتي الحالتين، نضيع الوقت أكثر وأكثر على اللبنانيين". وفق إذاعة لبنان الحر.
وأشار جعجع إلى أن "البعض وخصوصا فريق رئيس الجمهورية، بعدما خسر كل شيء لم يبق أمامه إلا اللعب على الوتر الطائفي مجددا، لذلك طرح الملف الحكومي من زاوية صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين"، سائلا: "أي حقوق مسيحيين؟ حقوق المسيحيين أن تقوم دولة قوية. تم انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية على أساس أنه رئيس قوي للاعتكاف على قيام دولة قوية. لكن ما حصل بالفعل، أن الدولة أصبحت ضعيفة أكثر من أي وقت مضى منذ تاريخنا إلى حد الاضمحلال اليوم".
أضاف جعجع: "حقوق المسيحيين تتحقق بقيام دولة فعلية في لبنان، دولة تحفظ لهم سيادتهم وحريتهم وكرامتهم، أين هي هذه الدولة؟ هذا ما يريده المسيحيون. ومن جهة أخرى، تمنع الدولة سرقة أموالهم من قبلها ومن قبل غيرها في إداراتها، كما حصل منذ 10 و15 و20 و30 سنة. إذا، مقولة حقوق المسيحيين تكمن في تطبيق هذه الأمور، لا خوض معركة داحس والغبراء في عز الأزمة الحالية التي يئن تحتها كل مواطن لبناني. نقوم بمعركة طويلة عريضة من أجل التمهيد للرئاسة المقبلة للنائب جبران باسيل. وهذه ليست حقوق المسيحيين".
وأسف جعجع لـ"الغش القائم في هذا الموضوع تحديدا، وبعض الفرقاء يقع في هذا المطب ويبادرون إلى الرد بأسلوب ليس بعيدا عما تطرحه جماعة رئيس الجمهورية. وبالتالي يوقعوننا في جو أبعد مما يكون عن الواقع والحقيقة. المشكلة اليوم في لبنان ليست إسلامية ـ مسيحية، ولا مشكلة صلاحيات، هذا الواقع نعيشه منذ زمن، لكن المعضلة اليوم الإدارة الفعلية للدولة اللبنانية وهو الأمر المفقود تماما".
وأوضح جعجع أن "الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة يكمن بانتخابات نيابية مبكرة، يمكننا تجربة أي حل، لكن لا حل إلا بانتخابات نيابية مبكرة، ولو حصلت منذ سنة وأربعة أشهر، لكنا حلينا المشكلة منذ ذلك الوقت، وكل تأخير اليوم في الذهاب نحو الانتخابات، يضيع على اللبنانيين في ظل التدهور الحالي، والدليل تدهور العملة الوطنية. يلاحقنا التدهور كل يوم، ونحن نتسلى بحقوق المسيحيين وصلاحياتنا وطلعاتنا ونزلاتنا في الوقت الذي تقبع فيه المشكلة في مكان آخر مختلف تماما".