أعلن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب اليوم ، أنه سيتم إطلاق قناة الأزهر باللغتين الإنجليزية والفرنسية خلال عام من الآن، وذلك فى إطار جهود الأزهر الشريف لمكافحة التطرّف وتصحيح الأفكار المغلوطة عن الإسلام لا سيما فى الدول الغربية.
جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى نظمته سفارة مصر فى باريس، اليوم السبت، برموز الجالية المصرية فى فرنسا، فى إطار زيارته الرسمية الأولى لها، وذلك بحضور سفير مصر لدى فرنسا السفير إيهاب بدوى.
وشدد شيخ الأزهر على أن الجالية المصرية فى الخارج يمكنها أن تسهم فى تذويب الجليد بين الشرق والغرب بشكل عام والتأكيد على أن الإسلام والمسلمين هم أكثر الناس انفتاحا على الآخرين سواء على المتدينين أو غير المتدينين.
وقال فضيلة الإمام الأكبر متحدثا إلى أبناء الجالية المصرية فى فرنسا : " لدينا القوى الناعمة على مستوى الدول والمنظمات وأيضا أنتم باعتباركم مصريين تمثلون التربة التى عاش فيها الإسلام. لا نكلفكم بأن تكونوا رجال دين أو وعاظ.. بل بإيصال الرسائل التى توضح من نحن وتأكيد احترامنا للحضارات الأخرى".
وحذّر شيخ الأزهر من الدعاة المزيفين الذين يُشعِرون الغرب أنهم قادمون لتغيير نمط حياتهم ويسيئون بسلوكهم هذا إلى الإسلام، معتبرا أن أبناء الجاليات فى الخارج أكثر تأثيرا من رجال الدين ويستطيعون المساهمة فى تصحيح ما أخذ عن الإسلام من صورة خاطئة (نتيجة الأحداث الإرهابية) باختلاطهم بجيرانهم وإنكارهم المستمر لما يحدث لضحايا هذه الأحداث.
كما أكد شيخ الأزهر على العلاقات الخاصة والتاريخية بين مصر وفرنسا على المستويين الثقافى والعلمى معتبرا أن الظروف مواتية للجالية المصرية لتحسين صورة الإسلام فى الغرب بوجه عام وفرنسا بشكل خاص.
على جانب آخر، شدد فضيلة الإمام الأكبر على أهمية أن يحرص أبناء الجالية المصرية على تعليم أبناء الجيل الثانى والثالث اللغة العربية فضلاً عن توفير تعلمها للفرنسيين أيضا الراغبين فى ذلك، مؤكدا استعداد الأزهر الشريف لإيفاد مدرسين متخصصين لتعليم اللغة العربية إلى فرنسا.
وفى نفس السياق، قال الطيب إن الأزهر على استعداد لإيفاد أئمة تجيد اللغة الفرنسية بالتنسيق مع السفارة المصرية والسلطات الفرنسية إذا كان هناك طلب بذلك، قائلا فى هذا الصدد: "قدموا لنا دراسة حقيقية بالمساجد التى تحتاج إلى أئمة".
وفى ختام كلمته، دعا شيخ الأزهر أبناء الجالية المصرية إلى تجاوز الخلافات وأن يكونوا على قلب رجل واحد، مضيفا "فإذا فقد السلام فيما بيننا فكيف ننقله إلى الآخرين".
حضر اللقاء القنصل العام بالإنابة سيريناد جميل، والملحق العسكرى بمكتب الدفاع المصرى بفرنسا العميد طيار أركان حرب أيمن المقدم، والمستشارة الثقافية بالسفارة المصرية الدكتورة نيفين خالد والمستشار خالد عارف والمستشار محمد جمال والمستشار عمرو عبد الله والسكرتير الثانى بالسفارة المصرية إسلام تيميرك.