أحدث حضور رئيس المجلس الرئاسى الليبى لحكومة الوفاق الوطنى فائز السراج ووزير خارجية حكومته –التى لم تمرر من مجلس النواب- محمد الطاهر سيالة لغضب عارم فى المؤسسات الشرعية الليبية جراء استقبال الجامعة العربية لحكومة الوفاق من دون حصولها على تمرير مجلس النواب الليبى.
وقال مصدر مسئول داخل الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثنى، إن دور جامعة الدول العربية تجاه القضية الليبية جاء مخيب لأمال وتطلعات الشعب الليبى والجهات الشرعية الممثلة فى البرلمان والحكومة المنبثقة عنها، مشيرا إلى أن مسئولى الجامعة سمحوا بمقابلة بعض الأسماء التى تتبع حكومة الوفاق الوطنى التى لم تنال الثقة من مجلس النواب ولم تكتسب الشرعية بعد منهم مرشح وزارة الخارجية فى حكومة الوفاق محمد طاهر سياله.
وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، السبت، أن البرلمان والحكومة الشرعية لديهم نية التوجه وإرسال وفد من المؤسستين الشرعيتين نحو منظمة المؤتمر الإسلامى التى تضم 57 دولة إسلامية بواسطة إيرانية، وذلك لمواجهة فرض حكومة الوفاق على الشعب الليبى.
فيما أكد عبد المجيد أمليقطة مستشار الشؤون الخارجية لرئيس حكومة عبد الله الثنى، ما نشرته انفراد حول توجه البرلمان والحكومة لديهم نية في التوجه إلى إيران حول دعم الشرعية.
واعتبر المسئول الليبى أن دور جامعة الدول العربية تجاه القضية الليبية جاء مخيباً للآمال، فى دعم الجهات الشرعية الممثلة فى البرلمان والحكومة المنبثقة عنه.
بدورها انتقدت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثنى الجامعة العربية فى بيان رسمى موجه للأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، وذلك على خلفية قرار اخطار وزير الخارجية محمد الدايرى التابع للحكومة الليبية المؤقتة برئاسة بعدم الحضور لاجتماع القمة العربية وذلك لوجود إجماع عربى من قبل وزراء خارجية الدول العربية من مشاركة رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج فى الاجتماع.
ووجهت الحكومة الليبية المؤقتة فى بيان صحفى انتقادات حادة للجامعة العربية، وأنها تلقت باندهاش قرار الجامعة العربية بعد حضور الوزير محمد الدايرى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى سابقة خطيرة لم تحدث من قبل، موضحة أن ما أقدمت الجامعة العربية عليه قرار غير مدروس سيؤدى إلى اتساع هوة الخلافات وتصل البلاد إلى التقسيم وزر هذه الجريمة.
وخلال الخطاب نفسه حمل الثنى، الجامعة العربية "مسؤولية توابع القرار"، بحسب نص الخطاب الذى دعى خلاله الجامعة إلى "الخروج بقرار يضمن الاستقرار فى ليبيا".
فيما أعرب مجلس النواب الليبى والحكومة المؤقتة المنبثقة عنه عن اعتراضهما على "تمكين جامعة الدول العربية لحكومة الوفاق (برئاسة فائز السراج) بتمثيل ليبيا، فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة فى القاهرة".
ومثٌل ليبيا فى الاجتماع رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فائز السراج ووزير خارجيته محمد سيالة ومدير إدارة الشؤون العربية بالخارجية الليبية حنان الزعبى.
ووجهت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولى بمجلس النواب الليبى المنعقد فى طبرق، خطابا إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى الذى حضر الاجتماع، أعربت خلاله عن "استياء" المجلس الشديد من دعوة حكومة الوفاق لتمثيل ليبيا في الاجتماع العربى.
وأوضحت اللجنة، خلال خطابها أن "الاتفاق السياسي الليبي لم يعتمد بعد فى شكل تعديل دستورى، إضافة إلى أن حكومة الوفاق لم تنل الثقة بعد من قبل مجلس النواب المخول بذلك بحسب الاتفاق السياسى".
وكان السراج قد طالب الدول العربية خلال الاجتماع السبت "باستمرار دعمها لحكومة الوفاق الوطنى باعتبارها الحكومة الوحيدة والشرعية فى البلاد ووقف التعامل مع أى أجسام آخرى موازية".
كما اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبى أن "تمكين وزير الخارجية المقترح (بحكومة الوفاق) يشكل تجسيدا لسياسة الأمر الواقع وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة عضو فى جامعة الدول العربية"، بحسب البيان.
وطالبت اللجنة جامعة الدول العربية "بألا تكون أعمالها سببا في زيادة حجم الانقسام والخلاف بين الليبيين"، وفق نص الخطاب.
ورغم أن حكومة الوفاق الليبية لم تحصل على ثقة مجلس النواب بطبرق كما هو متفق عليه فى الصخيرات بسبب استمرار الخلافات السياسية بين طرفى الصراع في ليبيا، فقد بادرت هذه الحكومة بالتوجه إلى طرابلس أواخر مارس، لتبدأ فى ممارسة مهامها دون الحصول على موافقة هذا المجلس، الأمر الذى يجعلها حكومة غير شرعية قانونيا إلى حد الآن.
وفشل مجلس النواب لمرات عديدة فى عقد جلسة حاسمة لمنح الثقة من عدمه لحكومة الوفاق؛ بسبب عدم اكتمال النصاب القانونى لأعضائه اللازم لصحة الجلسة قانونا، واستمرار الخلافات السياسية بين أعضائه حول الحكومة.