حمّل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الأكثرية النيابية الممسكة بالسلطة في الوقت الحالي، وقوامها التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وحلفائهم، المسئولية عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة وتفاقم أزمات لبنان والصعوبات المعيشية التي يعاني منها اللبنانيون.
وقال جعجع - في كلمة تلفزيونية له اليوم - إنه مضى قرابة 5 أشهر على تكليف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة غير أن الحكومة لم تتألف حتى الآن، مشيرا إلى أنه لا يرى إمكانية لتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين المستقلين سياسيا في ظل الوضع القائم في البلاد.
وأشار إلى أن نظام الحكم اللبناني ركيزته الأساسية مجلس النواب بوصفه مركز الثقل في السلطة، وأن هذا الأمر يجعل اللبنانيين يتطلعون إلى البرلمان وليس الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، الأمر الذي يتطلب أن تقوم الأكثرية النيابية الحالية بواجبها وأن تضطلع بمسئوليتها والعمل على حل الأزمة الحكومية.
وأكد أن الأوضاع تزداد سوءا وأن الأزمات تتفاقم، على نحو يجعل حياة اللبنانيين ومعيشتهم أكثر صعوبة وتعقيدا، لافتا إلى أن المجموعة الممسكة بالسلطة حاليا في لبنان لن تتمكن من الاستمرار في القبض على السلطة انطلاقا من "الوضع المذري الذي وصلنا إليه".
ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية حكومة تصريف الأعمال القائمة، بإدارة الوضع وعدم التخلي عن مسئوليتها لحين تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في ظل الأوضاع الاستثنائية والظروف العصيبة التي يشهدها لبنان.
وقال: "حكومة تصريف الأعمال الحالية تتصرف وكأن لا وجود لها، في حين أن حكومة مماثلة موجودة في الدستور والقوانين وعلى أرض الواقع ولديها عمل عليها إتمامه، ويتعين عليها ألا تقف مكتوفة اليدين فقط لأنها حكومة تصريف أعمال، بل يجب أن تتعاطى مع الوضع المستجد الطارىء وكأنها حكومة فعلية".
وتابع جعجع: "لا شك في أننا نمر في هذه الفترة بأوضاع صعبة للغاية، فنحن نستفيق في كل يوم على خبر سيء جديد إن كان بما يتعلق بالليرة اللبنانية أو فرص العمل أو الأوضاع الاجتماعية أو ما شابه، إلا أنني في الوقت نفسه ليس لدي أي شك في أن الخلاص آت. والذي يبعث على الدهشة أن أركان السلطة اليوم لا يدركون أنه عندما تتدهور الأوضاع إلى هذا الحد، فهذا إن دل على شيء فعلى أن أيامهم أصبحت معدودة".
وختم قائلا: "هم - أركان السلطة - يستمرون حتى اللحظة في التسلية، فساعة يعملون على تشكيل الحكومة وساعة لا يعملون، ساعة يريدون الثلث الوزاري المعطل والآخرون لا يريدون. هم يمرحون وكأن الأوضاع طبيعية في لبنان".