انطلقت أعمال الجلسة العامة الخامسة والأخيرة لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعى الأول للبرلمان العربى الاثنين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان.
وطالب الجروان، فى كلمة له فى افتتاح أعمال الجلسة، برلمانات العالم بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية المنتجة فى الأراضى المحتلة، داعيا المجتمع الدولى، ومنظمة الأمم المتحدة إلى تطبيق القوانين الدولية لحل القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، وردع سياسات الكيان الصهيونى العنصرية تجاه الفلسطينيين المنافية لكل القوانين الدولية، من قتل واعتقال وتمييز ومصادرة الأراضى، واستمرار الاستيطان، كما جدد الدعوة لكافة برلمانات العالم للضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يحقق العدل، ويخدم مساعى السلام فى المنطقة، والعالم أجمع.
كما طالب الجروان بفرض وقف إطلاق نار شامل وكامل فى سوريا حقنا لدماء أشقائنا السوريين، داعيا المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية، والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، والتوقف الفورى عن عملية التجاذبات السياسية على حساب دماء الشعب السورى والعمل الجاد من أجل إنهاء هذه الأزمة التى دخلت عامها السادس ليعود الشعب السورى إلى أرضه ويعيش فى أمن وحرية وسلام.
وأكد رئيس البرلمان العربى أن الوضع المزرى للاجئين السوريين فى بعض الدول المجاورة والمآسى التى يتعرضون لها فى بعض الدول الأوروبية، وما يواجهونه من تسكين فى أماكن لا تصلح للاستخدام البشرى، يدعونا للعمل الفورى والعاجل من أجل وقف ذلك، وإدراكا للمسؤولية الإنسانية والبرلمانية والأخلاقية وانطلاقا من الدور الذى يضطلع به البرلمان العربى، أطلقنا "مبادرة البرلمان العربى لحماية حقوق اللاجئين السوريين"، والتى تسعى للتعاون مع المنظمات البرلمانية، والإقليمية والدولية، والحقوقية والإغاثية، من أجل إيجاد حل عاجل وفورى لحماية حقوق اللاجئين السوريين، فى ظل تزايد الانتهاكات والمآسى الإنسانية التى يتعرضون لها.
وأشار الجروان إلى إيمانه بالتعاون، والاتحاد فى مجابهة هذه التحديات، وأنهما السبيل الأوحد للخروج بأمتنا العربية من أزماتها الداخلية، أو ما يحاك ضدها من مخططات خارجية، وأن التوجهات الحكيمة للقيادة العربية، وبالأخص توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، فى تعزيز العمل العربى المشترك، وإنشاء مجالس التنسيق العربية المشتركة كمجلس التنسيق السعودى المصرى، ومجلس التنسيق السعودى الإماراتى، خير دافع لنا من أجل تفعيل هذه الشراكة العربية على المستوى البرلمانى، وفى مختلف المجالات، وبما يخدم الأمن القومى العربى، وتطلعات وطموحات الشعب العربى.
وقال رئيس البرلمان العربي" أن الوقت الراهن الذى تواجه فيه أمتنا العربية، أخطارا محدقة تهدد أمنها القومى، وتحديات جسيمة محلية وإقليمية، ودولية تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب العربى، والتحكم فى مصيره، يحتم علينا كممثلين له أن نبذل قصارى جهدنا فى عمل عربى مشترك يرقى إلى مستوى الحدث".
وأوضح الجروان أن البرلمان العربى يسعى للحصول على العضوية الكاملة فى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، دعما للمصالح العربية فى المنظمات الإقليمية، أسوة بالبرلمان الأوروبى.
كما طالب النظام الإيرانى بالكف عن التدخل فى شؤون الدول العربية، واحترام مبدأ حسن الجوار، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة، وإثارة البلبلة فى مناطق مختلفة من الوطن العربى.
كما جدد الدعوة لإيران إلى إنهاء الاحتلال، والتجاوب مع مطلب دولة الامارات العربية المتحدة فى حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، بالتفاوض المباشر، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد الجروان وقوفه مع الشعب العراقى فى ظل الظروف الصعبة التى يواجهها من قبل عصابات داعش الإرهابية، والمعاناة من آثار الحصار المفروض على بعض المناطق خاصة ما يعانيه المدنيين فى مدينة الفلوجة، وضرورة عدم المساس بالمدنيين العراقيين، وعدم الزج بهم فى دوامة الصراع مع المنظمات الإرهابية، وتأجيج الطائفية، كما دعم تطلعات الشعب العراقى فى التنمية، والازدهار لما فيه خير العراق وعودته لحاضنته العربية.
وأشاد برعاية دولة الكويت الشقيقة للحوار اليمنى.. معربا عن أمله فى أن تفضى هذه المفاوضات إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمنى الشقيق، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن.
وطالب المجتمع الدولى برفع الحصار عن تسليح الجيش الليبى بحيث يتمكن من مكافحة الإرهاب وفرض القانون، وحماية الشعب الليبى الشقيق، وتحقيق الأمن والأمان، مؤكدا دعمه للبرلمان الليبى المنتخب المعترف به دوليا، مضيفا" نقف خلف الشعب الليبى فى مسعاه للحوار وللمصالحة وحل الأزمة".
وأعرب الجروان عن أمله فى نجاح القمة العربية القادمة المقرر عقدها فى جمهورية موريتانيا من أجل تعزيز العمل العربى المشترك فى ظل الظروف الراهنة، وبما يحقق ما يصبو إليه الشعب العربى من أمن واستقرار وتنمية ونماء وازدهار.