ألقى التوتر السياسى بين المملكة العربية السعودية وإيران بظلاله على شئون الحج، وأدى إلى حرمان الإيرانيين من الحج هذا العام، وساد التوتر بين البلدين منذ بداية العام الجارى وتدخل طهران فى الشئون الداخلية للمملكة، واقتحام متظاهرين مدعومين من الأمن سفارة المملكة فى طهران ومشهد، وقطعت العلاقات الدبلوماسية فى يناير الماضى، فضلا عن اتهام إيران للسعودية بالتقصير بعد سقوط رافعة فى الحرم المكى.
تبادل اتهامات
وأعقب إعلان إيران إلغاء الحج لمواطنيها اتهامات متبادلة بين الطرفين، حيث زعم مسئولون إيرانيون أن المملكة عرقلت تقدم المباحثات قبل التوقيع على محضرها، ورفضت شروطا إيرانية لم توضح أى منها لوسائل الإعلام.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، أن بعض الإجراءات التى طلبتها إيران خلال موسم الحج "غير مقبولة"، موضحا أن "إيران كانت تطالب بحق إجراء شبه مظاهرات، وأن يكون لها مزايا تخرج عن إطار التنظيم العادى"، ما كان سيتسبب بـ"فوضى خلال فترة الحج، وهذا أمر غير مقبول".
"مراسم البراءة "بدعة إيرانية
ويشير تصريح وزير الخارجية السعودى إلى إصرار طهران على إقامة ما يسمى بـ"مراسم البراءة" صباح يوم التاسع من ذى الحجة وهى مراسم ليست من سنن الحج، حيث يرفع الإيرانيون فيها بصعيد شعارات "سياسية"، منها، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، ويا أيها المسلمون اتحدوا اتحدوا. طبقا لفتوى مؤسس الجمهورية الإسلامية حيث قال "لا يكون الحج حجا دون إعلان البراءة".
وأكد علماء فى الأزهر أن التظاهر خلال أداء شعائر موسم الحج محرم شرعاً، وبدعة من بدع الضلالة، لأنها مدعاة للفرقة والتنازع والجدال، رافضين تلك الدعوات التى تطلق من جماعات ودول للتظاهر خلال أداء الحج. وقال العلماء: "إن إثارة الشغب والفوضى ورفع الشعارات السياسية خلال الحج أمور تخالف المقصد الشرعى للركن الخامس من أركان الإسلام، وتفتح أبواب الشر والفتنة، وهى محرمة شرعاً".
إلا أن منظمة الحج والزيارة الإيرانية ألقت باللوم على السلطات السعودية، وزعمت أن الأخيرة تسيس الحج، ومنعت حق الشعب الأيرانى فى أداء مناسك الحج، وصدت بشكل عملى عن سبيل الله على حد تعبيرها.
إعلام طهران يسعى لإقحام أطراف أخرى
لكن إعلام طهران يسعى للضغوط على المملكة العربية السعودية، عبر اتهامات مُسيسة، ويسعى لإقحام أطراف أخرى فى قضية الحج، وزعم المحلل السياسى المتشدد صادق كوشكى، فى مقاله بوكالة أريا نيوز، أن قرار منع الإيرانيين من الحج لم تتخده السعودية بمفردها، بل بتوجه أمريكى إسرائيلى، على حد تعبيره.
وتعنتت طهران الأسابيع الماضية ورفضت التوقيع على محضر المحادثات، وفقا لبيان وزارة الحج السعودية، بعد أن عرضت المملكة إصدار التأشيرات إلكترونيا، من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكترونى الموحد لحجاج الخارج، إلا أن السعودية رفضت محاولات إيرانية هادفة إلى تسييس فريضة الحج، قائلة إن طهران تتحمل المسئولية أمام الله وأمام العالم أجمع.